انخفاض التأييد لحماس في غزة: هل تتغير موازين السياسة الفلسطينية
انخفاض التأييد لحماس في غزة: هل تتغير موازين السياسة الفلسطينية
في ظل الأوضاع المتوترة في غزة والضفة الغربية بعد هجوم السابع من أكتوبر، نُشرت نتائج استطلاع جديد يسلط الضوء على تغيير ملحوظ في وجهات النظر العامة حول القرار الذي اتخذته حماس بشن الهجوم، الاستطلاع قدم صورة أوضح عن مدى تأييد السكان لقرار حماس وتوجهاتهم السياسية بعد ما يقرب من عام على الحرب.
*هل تأييد الهجوم يتراجع؟*
كشف الاستطلاع الذي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، أن هناك تراجعًا ملحوظًا في تأييد قرار حماس بشن هجوم 7 أكتوبر في قطاع غزة.
وفقًا للبيانات التي تم جمعها في أوائل سبتمبر، 57% من المشاركين في غزة يرون أن القرار كان غير صحيح، بينما 39% ما زالوا يرونه صحيحًا، هذه الأرقام تمثل تغيرًا كبيرًا مقارنة باستطلاع سابق أجري في يونيو، حيث كانت الأغلبية (57%) تؤيد الهجوم.
*التباين بين غزة والضفة الغربية*
على الجانب الآخر، في الضفة الغربية، ما يزال التأييد لقرار الهجوم أعلى منه في غزة، حيث أشار 64% من المستطلعين في الضفة إلى دعمهم للهجوم، وعلى الرغم من هذا التأييد المرتفع، فإن الأرقام تشير إلى تراجع عن الاستطلاعات السابقة، حيث كانت نسبة التأييد أعلى في المرات الماضية، عندما ننظر إلى الأرقام على مستوى غزة والضفة الغربية مجتمعين، فإن 54% من المستجيبين يرون أن قرار حماس بشن الهجوم كان صحيحًا.
*الإجراءات والإحصائيات*
أُجري الاستطلاع عبر مقابلات وجهاً لوجه مع 1200 شخص، 790 منهم في الضفة الغربية و410 في غزة، مما يعزز مصداقية النتائج، وتم تسجيل هامش خطأ بنسبة 3.5%، وهو رقم معقول يعكس دقة النتائج التي تم جمعها، ويأتي الاستطلاع في وقت حساس من الناحية السياسية والاجتماعية، حيث تُعد هذه البيانات الأولى التي تُظهر تراجع التأييد بعد الهجوم.
*اتهامات التزوير وردود المركز*
في أغسطس الماضي، اتهم الجيش الإسرائيلي حماس بمحاولة تزوير نتائج الاستطلاعات السابقة لإظهار دعم زائف لها، لكن المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نفى هذه الادعاءات بعد تحقيق داخلي.
وأكد المركز، أن مراجعة تدابير مراقبة الجودة لم تُظهر أي تلاعب بالبيانات. هذه النتائج تأتي في وقت مهم، حيث يتزامن الاستطلاع مع اتهامات متكررة من إسرائيل حول جهود حماس لتوجيه الرأي العام بشكل غير واقعي.
*الفصل بين تأييد الهجوم وتأييد حماس*
من الجدير بالذكر، أن دعم الهجوم لا يعني بالضرورة تأييد حماس كحركة سياسية أو تأييد الأفعال التي ارتكبتها ضد المدنيين. فقد أظهر الاستطلاع أن الغالبية العظمى من سكان غزة لا يعتقدون أن حماس استهدفت المدنيين أو ارتكبت فظائع خلال الهجوم، رغم وجود فيديوهات وأدلة تشير إلى العكس. إذ تسبب الهجوم في مقتل حوالي 1200 شخص، من بينهم أكثر من 350 شخصًا في مهرجان موسيقي في جنوب إسرائيل، كما اختطفت حماس 251 شخصًا، وما يزال 97 منهم محتجزين في غزة.
*تصاعد العنف*
ردت إسرائيل على الهجوم بحملة عسكرية واسعة هدفت إلى إسقاط حماس وتحرير الرهائن هذا الصراع أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من غزة، وتزعم السلطات الصحية التابعة لحماس أن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول التمييز بين المدنيين والمقاتلين.
في المقابل، أعلنت إسرائيل مقتل ما لا يقل عن 17 ألف مقاتل من حماس حتى أغسطس، بالإضافة إلى 1000 شخص داخل إسرائيل في الهجوم الأول.
*تراجع شعبية حماس*
أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تراجعًا طفيفًا في نسبة التأييد لحركة حماس بين سكان غزة، حيث انخفضت من 38% إلى 35%.
وعلى الرغم من هذا التراجع، تظل حماس أكثر شعبية من حركة فتح التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سواء في غزة أو الضفة الغربية. هذه الأرقام تشير إلى تغير في المزاج العام، لكنها لا تعني بالضرورة فقدان حماس لتأثيرها القوي على الساحة السياسية الفلسطينية.
*انخفاض التوقعات بفوز حماس*
بالإضافة إلى تراجع التأييد للهجوم، أظهر الاستطلاع أيضًا انخفاضًا في التوقعات بفوز حماس في الحرب، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
هذا التغير في المزاج العام يعكس حالة من الشك وعدم اليقين حول قدرة حماس على تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، خصوصًا بعد الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع والعدد الهائل من القتلى.
تظهر نتائج الاستطلاع أن تأييد حماس في غزة يتراجع، وأن هناك شكوكًا متزايدة حول جدوى الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر.
ومع ذلك، تبقى حماس أكثر شعبية من منافستها حركة فتح في كلا المنطقتين، مما يشير إلى استمرار هيمنتها السياسية.
ومع تزايد الضغط الدولي والعنف المستمر، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل الدعم الشعبي لحماس واستراتيجياتها السياسية والعسكرية في المنطقة.