ما هي السياسية الأمريكية المتوقعة مع الرئيس الإيراني الجديد؟
ما هي السياسية الأمريكية المتوقعة مع الرئيس الايراني الجديد؟
ولائه للمرشد الأعلى في إيران، هكذا هي رؤية الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، الذي يستعد لرئاسة طهران في ظل تحديات كبرى، وأهمها التواصل الإيراني الأمريكي في ظل أن الولايات المتحدة وإيران يدخلان حرباً باردة في ظل رفض الولايات المتحدة للتوسع الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط والتحكم الخاص بالمليشيات التي تتبعها وعلى رأسها مليشيات الحوثي والمليشيات العراقية وحزب الله في لبنان.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيكون أمام تحديات أبرزها الانتخابات الامريكية وما سيكون الوضع في ظل الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية مع تحديات جديدة تشهدها المنطقة فيما بعد حرب قطاع غزة وتصاعد المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله مؤخراً.
تصريحات بزشكيان المثيرة للجدل
أكد الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، أنه لولا خامنئي لما خرج اسمه فائزًا من صناديق الاقتراع، وقال بزشكيان، في أول خطاب له بعد الفوز، والذي ألقاه من موقع دفن المرشد الإيراني السابق، روح الله الخميني: "إن الانتخابات أُجريت في أجواء هادئة".
وأكد مسعود بزشكيان، في جزء آخر من كلمته، اليوم السبت، أيضًا أنه لم يقدم "وعودًا كاذبة" خلال الحملة الانتخابية، وانتقد مسؤولي النظام الذين ظلوا يقدمون الوعود منذ "سنوات" ولم يفوا بها.
كيف تفكر الولايات المتحدة أمام بزشكيان
أعلنت الولايات المتّحدة أنّها لا تتوقّع أي تغيير في سياسة إيران بعد انتخاب الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيساً للبلاد، معتبرة أن هذا التطوّر لا يعزز احتمالات استئناف الحوار بين البلدين، فيما أكد الرئيس الإيراني المنتخب على موقف بلاده المناهض لإسرائيل والداعم لحزب الله.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "لا نتوقع أن يقود هذا الانتخاب إلى تغيير جوهري في توجهات إيران وسياساتها"، وأضاف: أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هو من يتخذ القرارات في إيران، عدو الولايات المتحدة منذ قيام الثورة الإسلامية في العام 1979.
وأوضح ميلر، أنه "لو كان الرئيس الجديد يتمتع بسلطة اتخاذ خطوات للحد من برنامج إيران النووي ووقف تمويل الإرهاب ووقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة فلكانت تلك الخطوات موضع ترحيب من جانبنا، لكن غني عن القول إنه ليس لدينا أي توقع باحتمال حدوث ذلك".
لكن لدى سؤال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، رد على نحو قاطع "كلا"، وقال كيربي: "سنرى ما الذي يريد هذا الرجل تحقيقه، لكنّنا لا نتوقع أي تغيير في السلوك الإيراني".
من جهته أكد الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان مجددا على موقف بلاده المناهض لإسرائيل، قائلاً: إن حركات المقاومة في المنطقة لن تسمح باستمرار "السياسات الإجرامية" التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
ويقول الباحث السياسي الإيراني، حسن هاشميان، إن فوز بزشكيان في الانتخابات محاولة لتسكين الأزمات التي تواجهها إيران حاليا، سواء على الصعيد الداخلي، مع تراجع شعبية النظام، أو على المستوى الخارجي، في ظل استمرار الأزمات الإقليمية والعقوبات الأمريكية، ومع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواجه بزشكيان تحديات كبيرة.
وأضاف هاشميان - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن غير متوقع أن يكون هناك تحولات سياسية ضخمة على المستوى الخارجي والإقليمي، فقد يسهم فوز بزشكيان وتولي شخصية جديدة وزارة الخارجية، في تحسين الحوار مع الولايات المتحدة وتعزيز العلاقات مع الدول العربية.
وقد أشار المحلل السياسي الإيراني، مراد ويسي، إلى أن نتائج الانتخابات وفوز بزشكيان أكدا قدرة الحياة السياسية الإيرانية على تلقي الصدمات وإنتاجها، فقد شهدت البلاد صدمات متتالية، بدءا من غياب الرئيس ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، مرورًا باحتجاجات مهسا أميني، ووصولا إلى صعود إصلاحي للرئاسة.
وأضاف ويسي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن فوز بزشكيان، يضعه أمام تحديات شعبية في ظل وعوده الانتخابية حول إلغاء العقوبات من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبالتالي هناك موقف علي الشعب أن يراه من قبل بزشكيان، ولكن في نفس الوقت السياسية الأمريكية هي من توضح الموقف وليس من قبل الرئيس الإيراني.
ويرى الخبير السياسي، أن الأزمة النووية والمشاكل في العلاقات الدبلوماسية مع الغرب ما تزال قائمة، ووصلت مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود، وتبقى القرارات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني في يد المرشد الأعلى.
الخبير في الشأن الإيراني يشير إلى أن من أكثر القضايا حساسية وتعقيدا في السياسة الخارجية الإيرانية، مسألة العلاقات مع الولايات المتحدة وكيفية التفاوض معها، وأحد الوعود الرئيسية لمسعود بزشكيان، هو محاولة إخراج إيران من قائمة مجموعة العشرين.