صراع الاتهامات بين موسكو وكييف: من يقف وراء قصف مستشفى الأطفال؟
صراع الاتهامات بين موسكو وكييف: من يقف وراء قصف مستشفى الأطفال
وسط تصاعد حدة الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لموجة من الضربات الجوية التي استهدفت مستشفى الأطفال الرئيسي في المدينة. هذا الهجوم أثار موجة من القلق العالمي وتبادل الاتهامات بين الجانبين؛ مما زاد من تعقيد الأوضاع في المنطقة ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى الأزمة المستمرة.
*تفاصيل الهجوم*
تعرض مستشفى الأطفال في كييف أمس لقصف صاروخي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى؛ مما أسفر عن أضرار جسيمة في المبنى وتحطم نوافذه وانهيار جدرانه. بينما كان الأهالي يحملون أطفالهم في حالة من الذهول والخوف، اتهمت كل من روسيا وأوكرانيا الطرف الآخر بالمسؤولية عن هذا الهجوم.
*ردود الفعل الروسية*
وزارة الخارجية الروسية سارعت إلى اتهام أوكرانيا بإطلاق صاروخ "ناسماس" من كييف، مؤكدة أن الهجوم كان نتيجة لصاروخ دفاع جوي أوكراني.
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، نفى بشدة هذه الاتهامات، مؤكداً أن القوات الروسية لا تستهدف الأهداف المدنية وأن الضربات تقتصر على البنية التحتية الحيوية والأهداف العسكرية.
بيسكوف دعا الصحفيين إلى الاطلاع على بيان وزارة الدفاع الروسية الذي استبعد تماماً وجود ضربات على أهداف مدنية، مشيراً إلى أن ما حدث هو نتيجة لصاروخ دفاع جوي أوكراني.
وأضاف أن القوات الروسية شنت ضربة دقيقة على منشآت صناعية وقواعد جوية في أوكرانيا ردًا على محاولات استهداف منشآت الطاقة في روسيا.
*ردود الفعل الأوكرانية*
من جهة أخرى، اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بشن هجوم صاروخي على مستشفى الأطفال في كييف. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم أدى إلى مقتل 37 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 170 آخرين.
وأشار إلى أن الهجمات شملت أيضًا مدينة كريفي ريه وسط البلاد، حيث أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل.
*موقف الأمم المتحدة*
الأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة، حيث أعلنت رئيسة بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا، دانييل بيل، أن التحليل الأولي يشير إلى أن الهجوم كان نتيجة ضربة مباشرة بصاروخ روسي.
وأوضحت، أن فريقها الذي زار الموقع لم يتمكن من اتخاذ قرار نهائي، لكن الأدلة تشير إلى احتمال كبير أن يكون الصاروخ أطلق من روسيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في 8 يوليو، أن قواتها شنت ضربة دقيقة على منشآت المجمع الصناعي العسكري والقواعد الجوية في أوكرانيا، رداً على محاولات مهاجمة منشآت الطاقة في روسيا.
وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية، التي أكدت أن تصريحات السلطات الأوكرانية، بشأن الضربة الصاروخية المزعومة التي نفذتها روسيا على أهداف مدنية، لا تتوافق مع الواقع، وتؤكد الصور ومقاطع الفيديو من مكان الحادث حقيقة الدمار الناجم عن سقوط صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وأعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن روسيا ستطلع أعضاء مجلس الأمن الدولي على الحقائق التي تدحض الرواية الأوكرانية بشأن الهجوم المزعوم على كييف.
من جانبها قالت الأمم المتحدة: إن هناك "احتمالا كبيرًا" أن يكون الهجوم على مستشفى الأطفال في كييف "ضربة مباشرة" بصاروخ روسي.
وأثار الهجوم ردود فعل دولية واسعة، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف واستهداف الأهداف المدنية، دعا المجتمع الدولي إلى تحقيق فوري وشفاف لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل.
*التحليل العسكري*
الهجوم الأخير على كييف تضمن استخدام صواريخ "كينغال" الروسية، وهي من أكثر الأسلحة تطوراً في الترسانة الروسية. تحلق هذه الصواريخ بسرعة تعادل 10 أضعاف سرعة الصوت، مما يجعل من الصعب على الدفاعات الجوية الأوكرانية اعتراضها. هذا الاستخدام للأسلحة المتطورة يزيد من تعقيد الموقف العسكري ويصعب من جهود التهدئة.
*تبادل الاتهامات*
الطرفان تبادلا الاتهامات بشكل مكثف، حيث أكدت أوكرانيا أن روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن الهجوم وعن قتل المدنيين الأبرياء. في المقابل، أصرت روسيا على أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الحادث بسبب استخدام صواريخ الدفاع الجوي بطريقة غير دقيقة. هذا التبادل للاتهامات يعكس حالة التوتر الشديد بين البلدين ويزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.