محلل في مكافحة الإرهاب الدولي: شباب المسلمين تواجه انهيارًا استراتيجيًا في الصومال بفعل الضربات المركزة

محلل في مكافحة الإرهاب الدولي: شباب المسلمين تواجه انهيارًا استراتيجيًا في الصومال بفعل الضربات المركزة

محلل في مكافحة الإرهاب الدولي: شباب المسلمين تواجه انهيارًا استراتيجيًا في الصومال بفعل الضربات المركزة
حركة الشباب

تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تمدد الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، وفي مقدمتها حركة "شباب المسلمين" المتطرفة في الصومال، والتي تُعد واحدة من أخطر أفرع تنظيم "القاعدة" في القارة، نظرًا لتحالفاتها العابرة للحدود، واستهدافها المتكرر للمدنيين وقوات الأمن والبنية التحتية في منطقة القرن الإفريقي.


وخلال الأسابيع الماضية، تلقت الحركة ضربات أمنية وعسكرية موجعة، نفذتها القوات الصومالية بالتعاون مع قوات الاتحاد الإفريقي، وبدعم استخباراتي من شركاء دوليين، أسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي الحركة، وتدمير معسكرات ومخازن أسلحة في مناطق بولاية "هيران" و"جلمدغ"، وهي معاقل تقليدية للتنظيم.


ووفقًا لتقارير رسمية، فقد تم إحباط العديد من الهجمات الانتحارية التي كانت تستهدف مواقع حكومية ومقارًا أممية في العاصمة مقديشو، بعد رصد تحركات لقيادات بارزة في الحركة، ما يؤشر إلى تطور في القدرات الاستخباراتية للقوات المحلية، وزيادة التنسيق بين الأجهزة الأمنية.


وتأتي هذه العمليات في إطار حملة أوسع أطلقتها الحكومة الصومالية منتصف 2023 تحت شعار "الصومال بلا إرهاب"، بهدف تحرير الأراضي من سيطرة التنظيم، وتطويق مصادر تمويله التي تشمل الابتزاز والضرائب غير الشرعية وتجارة الفحم غير المشروعة.


في المقابل، تعاني حركة "شباب المسلمين" من حالة انقسام داخلي نتيجة الصراعات على القيادة، وتراجع الدعم الشعبي، ما جعلها تلجأ لعمليات نوعية انتقامية لإثبات وجودها، وهو ما يفرض تحديًا أمنيًا مستمرًا.


ويؤكد مراقبون أن الحسم العسكري وحده لا يكفي، بل لا بد من مقاربة شاملة تشمل إعادة الإعمار، وخلق فرص عمل، وتعزيز الحكم المحلي، من أجل إنهاء البيئة الحاضنة للتطرف في بعض المناطق الريفية والحدودية.


قال الدكتور هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب الدولي، إن حركة "شباب المسلمين" في الصومال تعيش واحدة من أسوأ مراحلها التنظيمية، بعد سلسلة من الضربات الأمنية والعسكرية التي شنتها القوات الصومالية بالتعاون مع شركاء دوليين، مشيرًا إلى أن التنظيم أصبح عاجزًا عن تنفيذ هجمات كبيرة أو الاحتفاظ بمناطق نفوذه السابقة.


وأوضح النجار، في تصريحات للعرب مباشر، أن ما يحدث حاليًا من تحولات في ميزان القوة بالصومال لم يكن ليحدث دون تطور في التنسيق الاستخباراتي بين الحكومة الصومالية والدول الداعمة، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، لافتًا إلى أن الاعتماد على "الضربات الاستباقية" أصبح أحد أهم أسلحة المواجهة.


وأشار إلى أن الحركة، التي كانت تسيطر على مساحات شاسعة وتفرض الإتاوات، فقدت الكثير من حاضنتها الشعبية بسبب ممارساتها العنيفة ضد المدنيين، ومحاولات فرض أيديولوجيا متطرفة بالقوة، ما أدى إلى تحرك العشائر والقبائل لمساعدة الدولة في مواجهتها.


وأكد أن الانقسامات الداخلية والخلافات على الزعامة والاستراتيجية زادت من هشاشة التنظيم، بالتزامن مع تجفيف عدد من مصادر التمويل التي كانت تعتمد على تجارة الفحم وعمليات التهريب.


واختتم النجار بقوله إن "المعركة في إفريقيا مع التنظيمات الإرهابية طويلة ومعقدة، لكنها تشهد تطورًا ملحوظًا في الأداء الأمني، مما يُقلل من قدرة هذه الجماعات على تهديد الاستقرار الإقليمي".