حركة الشباب في الصومال.. ضربات موجعة وأزمات متفاقمة

حركة الشباب في الصومال.. ضربات موجعة وأزمات متفاقمة

حركة الشباب في الصومال.. ضربات موجعة وأزمات متفاقمة
حركة الصومال

تشهد حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال تراجعًا ملحوظًا في قدراتها الميدانية والمالية خلال الفترة الأخيرة، في ظل حملة عسكرية وأمنية موسعة تشنها الحكومة الصومالية بدعم من قوات محلية ودولية، إلى جانب خطوات حثيثة لتجفيف منابع تمويل التنظيم.

وشنت القوات الصومالية سلسلة من العمليات في مناطق جنوب ووسط البلاد، أسفرت عن مقتل المئات من عناصر الحركة واستعادة السيطرة على عدد من القرى الاستراتيجية. كما نفذت ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع قيادية ومراكز تدريب، مكبدة التنظيم خسائر فادحة.

في المقابل، تسارعت الإجراءات الاقتصادية ضد الحركة، حيث أدرجت الحكومة أسماء شخصيات ومؤسسات تابعة لها ضمن قوائم العقوبات، وشُنت حملة واسعة على شبكات التهريب التي كانت تغذيها ماليًا، بما في ذلك تجارة الفحم وجباية الضرائب المفروضة بالقوة.

ورغم تراجع النفوذ الجغرافي للحركة، إلا أن مصادر أمنية تحذر من قدرتها على تنفيذ هجمات متفرقة، خاصة عبر خلايا صغيرة تعتمد على الكمائن والعبوات الناسفة والانتحاريين، ما يؤكد أن الخطر لم ينتهِ بعد.

وفي هذا السياق، يرى محللون، أن الحركة تمر بمرحلة "انكماش استراتيجي"، حيث تفقد عناصر القوة التقليدية وتلجأ إلى تكتيكات الكرّ والفرّ، ما يستدعي مواصلة الضغط الأمني والعسكري، إلى جانب تعزيز الجهود الفكرية والتنموية لمواجهة التطرف من جذوره.

قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، الدكتور سامح العشماوي: إن حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال تمرّ حاليًا بما وصفه بـ"مرحلة الانكماش الاستراتيجي"، نتيجة للضغوط العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تتعرض لها من قِبل الحكومة الصومالية المدعومة دوليًا.

وأوضح العشماوي -في تصريح للعرب مباشر-، أن الضربات العسكرية الأخيرة، لا سيما في ولايات هيرشبيلي وغلمدغ، أدت إلى تقليص النفوذ الجغرافي للحركة، وحرمانها من أهم مصادر تمويلها، وعلى رأسها الضرائب المفروضة على السكان المحليين وتهريب الفحم والذهب، وأشار أن الحكومة الصومالية نجحت لأول مرة منذ سنوات في كسر هيمنة التنظيم على مناطق استراتيجية كانت تمثل قواعد انطلاق لعملياته.

وأكد أن تراجع الحركة لا يعني نهايتها، محذرًا من قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية عبر "خلايا مرنة" تعتمد على حرب العصابات والهجمات الانتحارية، كما أشار أن التنظيم ما يزال يحتفظ ببنية إعلامية قوية قادرة على التأثير الدعائي والتجنيد الرقمي.

واختتم العشماوي تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار الضغط الأمني، إلى جانب إطلاق مبادرات فكرية واقتصادية لقطع الطريق أمام عودة الفكر المتطرف إلى المناطق المحررة.