تطورات المشهد السوري.. تحركات ميدانية وتوترات متصاعدة

تطورات المشهد السوري.. تحركات ميدانية وتوترات متصاعدة

تطورات المشهد السوري.. تحركات ميدانية وتوترات متصاعدة
اشتباكات سوريا

تصاعدت التوترات في سوريا مجددًا وسط تطورات ميدانية معقدة، حيث شهدت الأيام الأخيرة عمليات عسكرية مكثفة وتدخلات إقليمية زادت من تعقيد المشهد. وبينما تستمر المعارك على الأرض، يبرز التساؤل حول مستقبل الأزمة السورية في ظل تداخل المصالح الدولية والإقليمية. في هذا التقرير، نستعرض آخر المستجدات على الساحة السورية، وردود الفعل الدولية، والتداعيات المحتملة لهذه التطورات على الداخل السوري والمنطقة بأكملها.


دعا رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، من وصفهم بـ"فلول النظام السابق" إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم قبل "فوات الأوان"، مشيرًا إلى أن هذه الفلول سعت لاختبار سوريا الجديدة "التي يجهلونها". كما شدد على ضرورة حماية المدنيين ومنع أي تجاوزات قد تصاحب العمليات الأمنية الجارية.

تحركات عسكرية واتهامات بالإعدامات الميدانية

في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية في المناطق الساحلية، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان عناصر أمنية تابعة لوزارة الدفاع بتنفيذ "إعدامات ميدانية" بحق 162 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، في عدد من القرى بريف طرطوس واللاذقية. وذكر المرصد أن هذه الأحداث وقعت في السابع من مارس، مشيراً إلى وقوع خمس "مجازر متفرقة" في بانياس، دوير بعبدة بيت عانا، المختارية، الشير، وبلدة الحفة.

كما حذّر المرصد من أن الإفلات من العقاب قد يُشجع على تكرار مثل هذه الجرائم، مما يهدد الاستقرار السياسي والمجتمعي في البلاد.

رد الحكومة السورية.. تقدم عسكري وتضييق على المسلحين

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن تحقيق تقدم ميداني سريع، حيث تمكنت قواتها من استعادة السيطرة على  مناطق عدة شهدت مواجهات عنيفة مع المسلحين. ووفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن القوات نفذت عمليات تطويق ناجحة أدت إلى تضييق الخناق على المجموعات المسلحة المتبقية.

وأفاد المتحدث باسم الوزارة بأن قوات الأمن دخلت مدينة طرطوس دعمًا لقوات إدارة الأمن العام في مواجهة "فلول ميليشيات الأسد"، مؤكدًا أن العمليات العسكرية تستهدف إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.


اشتباكات عنيفة وفرض حظر تجول

شهدت مناطق الساحل السوري، وتحديدًا في اللاذقية وطرطوس، مواجهات شرسة بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة يُقال إنها موالية للنظام السابق. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل نحو 95 شخصًا، بينهم 50 من عناصر الأمن، إضافة إلى مقتل 142 مدنيًا في عمليات إعدام ميدانية، وفقًا للمرصد السوري.

وعلى إثر هذه التطورات، فرضت السلطات السورية حظر تجول في مدينتي طرطوس واللاذقية، في محاولة للحد من التصعيد واحتواء الوضع الأمني المتدهور.

شهادات محلية ومخاوف متزايدة

نقل المرصد السوري شهادات محلية تؤكد أن الاشتباكات لم تكن عشوائية، بل تمت وفق خطة محكمة لاستهداف النقاط الأمنية والعسكرية في مناطق الساحل. فيما أعرب عدد من السكان عن قلقهم المتزايد من تداعيات التصعيد الحالي، حيث قالت شابة علوية من اللاذقية إن "الخوف يسيطر على الناس بسبب حالة التحريض المتزايدة"، بينما أكد شاب من درعا أن الأحداث الأخيرة "مخطط لها بهدف السيطرة الكاملة على مدن الساحل".

الحكومة السورية: حرب خفية ضد الدولة

في سياق متصل، وصف وزير الخارجية السوري الانتقالي، أسعد الشيباني، عبر منصة "إكس"، الأحداث الجارية بأنها "حرب خفية ومعلنة تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا"، مشيرًا إلى أن البلاد تتعرض لمحاولات منظمة لنشر الفوضى وتقويض عملية الانتقال السياسي.



ما تداعيات المشهد المعقد؟

في تصريحات لموقع "العرب مباشر"، أكد الباحث السوري فراس الحمصي أن التصعيد الحالي في سوريا يأتي في إطار محاولات بعض الأطراف الفاعلة لإعادة ترتيب المشهد العسكري والسياسي لصالحها، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعكس صراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية.

من جانبه، أوضح أن "التدخلات الخارجية تلعب دورًا جوهريًا في تعقيد الأوضاع، خاصة في مناطق الساحل السوري، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الحسابات الدولية، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد".


من جانبه، صرح المحلل السياسي، خالد الحاج، بأن "هناك جهات تُحاول جر البلاد إلى صراع داخلي طويل الأمد، في حين تسعى الحكومة لإعادة السيطرة على المناطق التي شهدت تمردًا مسلحًا خلال الأسابيع الماضية".

مع استمرار التوترات في سوريا، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات عدة، وسط دعوات دولية لوقف العنف وضمان حماية المدنيين من تداعيات العمليات العسكرية المتواصلة.