السنوار قُتل.. ماذا عن جثته؟ سيناريوهات إسرائيلية محتملة

السنوار قُتل.. ماذا عن جثته؟ سيناريوهات إسرائيلية محتملة

السنوار قُتل.. ماذا عن جثته؟ سيناريوهات إسرائيلية محتملة
اغتيال يحيي السنوار

أثارت أنباء مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، تساؤلات عديدة حول مصير جثته، بعد أن أكدت إسرائيل مقتله في تبادل لإطلاق النار بجنوب غزة، منذ الإعلان عن وفاته، بقي الغموض يحيط بمكان الجثة وطريقة التعامل معها؛ مما فتح باب التكهنات بشأن إمكانية استخدامها كورقة تفاوض في المستقبل.

في هذا السياق، يبرز سؤال مهم: هل سيتم دفن جثة السنوار في عملية سرية داخل إسرائيل كما يعتقد بعض الخبراء، أم ستستخدم كورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية بين الجانبين؟ 

مقتل السنوار شكّل ضربة كبيرة لحماس، لكنه في الوقت ذاته أوجد إشكالية تتعلق بما سيحدث لجثته، وكيف سيؤثر ذلك على المشهد السياسي والأمني في المنطقة، خصوصاً أن السنوار كان أحد أبرز العقول المدبرة للهجوم الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل، فيما تنتشر التساؤلات حول مصير جثته، تأتي الروايات الإسرائيلية لتؤكد أن التعامل معها لم يكن بشكل علني، مما يضيف مزيدًا من الغموض حول هذه القضية الحساسة.

*مقتل السنوار*

أعلنت إسرائيل، يوم الخميس الماضي، عن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، بعد أن استهدفته القوات الإسرائيلية خلال عملية عسكرية في جنوب قطاع غزة، وفقًا لتصريحات مدير المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل، تشين كوجل، فقد أصيب السنوار برصاصة في الرأس خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية.

بعد تأكيد هويته من خلال الفحوصات الجنائية، بما في ذلك تحليل الحمض النووي وفحص الأسنان، تم تسليم جثته للجيش الإسرائيلي، لكن المفاجأة كانت في غياب أي معلومات حول مكان الاحتفاظ بالجثة أو مصيرها؛ مما أثار العديد من التساؤلات حول الغرض من إخفاء مكان الدفن.

*تكهنات حول مصير الجثة*

موقع جثة السنوار ومصيرها أصبح موضع اهتمام وتحليل لدى الخبراء، حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل لا تنوي دفن الجثة في مكان معروف قد يتحول لاحقًا إلى مزار لمؤيدي حماس. 

يرى بعض الخبراء، أن جثة السنوار قد تكون ورقة مساومة تستخدم في مفاوضات مستقبلية، خاصة وأن مثل هذه الأوراق لها وزن في سياق الصراع الطويل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

من جانبه، أوضح جون ب. ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن ما يتوقعه هو دفن سري لجثة السنوار في مكان غير معلن داخل إسرائيل لتجنب تحويل الموقع إلى رمز للمقاومة.

*سيناريو التفاوض على الجثة*

بحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل لم تقرر بعد كيفية التعامل مع جثة السنوار، وأشارت إلى أنه من غير المستبعد أن يتم استخدامها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع حماس.

هذا الاحتمال يكتسب زخمًا في ظل سوابق إسرائيلية في التعامل مع جثث القادة الفلسطينيين كأداة للتفاوض على إطلاق سراح أسرى إسرائيليين أو وقف العمليات القتالية.

*كيفية قتل السنوار: الرواية الإسرائيلية*

تفاصيل مقتل السنوار جاءت وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، حيث أوضح أن العملية وقعت في مدينة رفح بجنوب غزة. جنود اللواء 828 (بيسلماخ) كانوا في دورية روتينية عندما صادفوا مجموعة من المسلحين الفلسطينيين.

السنوار كان بين هؤلاء المسلحين، ولكنه انفصل عن رفاقه خلال المطاردة، القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المبنى الذي اختبأ فيه اثنان من المسلحين، فيما استهدفت دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان السنوار يختبئ فيه.

لم تكن هناك معلومات استخبارية مسبقة حول وجود السنوار في تلك المنطقة، مما يشير إلى أن مقتله كان نتيجة لعملية عسكرية عشوائية وليس استهدافًا مخططًا له مسبقًا.

*اللحظات الأخيرة للسنوار*

الجيش الإسرائيلي بثّ مقطع فيديو قصير يظهر فيه السنوار في لحظاته الأخيرة، وهو جالس على أريكة داخل غرفة معيشة مدمرة، كان يعاني من إصابة خطرة في إحدى يديه، بينما أخفى وجهه بكوفية.

الفيديو أظهر السنوار وهو يرمي عصا على طائرة مسيّرة إسرائيلية كانت تقترب منه، في مشهد يوحي بمحاولته الأخيرة للمقاومة قبل مقتله، هذه اللقطات كانت جزءًا من تأكيد الجيش الإسرائيلي على هويته بعد مقتله؛ مما أثار تساؤلات حول سبب عدم الكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بمصير الجثة.

*ضربة قوية لحماس*

يُعد مقتل يحيى السنوار ضربة قوية لحركة حماس، خاصة أنه كان أحد أبرز القادة الميدانيين وأحد العقول المدبرة للهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، غيابه يمثل خسارة تنظيمية كبيرة للحركة، التي كانت تعتمد عليه في قيادة العمليات العسكرية والتخطيط الاستراتيجي.

مصير جثة السنوار قد يحمل تداعيات سياسية وأمنية، ليس فقط على مستوى الداخل الفلسطيني، ولكن أيضًا على مستوى العلاقات بين إسرائيل وحماس.

في حال استخدام الجثة كورقة تفاوض، قد يؤدي ذلك إلى تعقيد المشهد السياسي وإطالة أمد الصراع، وفي حال دفنها سرًا، قد يتجنب الطرفان نشوء نقطة توتر جديدة قد تحول مكان الدفن إلى رمزٍ للنضال.