من سيخلف يحيى السنوار في قيادة حماس؟

من سيخلف يحيى السنوار في قيادة حماس؟

من سيخلف يحيى السنوار في قيادة حماس؟
اغتيال يحيي السنوار

بعد مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة "حماس"، تتزايد التكهنات حول خليفته في قيادة المكتب السياسي للحركة، السنوار، الذي لعب دورًا مركزيًا في هجوم 7 أكتوبر 2023، يمثل خسارة كبيرة لحماس، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الشخصية التي ستتولى القيادة في هذه المرحلة الحساسة، مع استمرار الحرب ضد إسرائيل، تشير التوقعات إلى أن الزعيم الجديد قد يكون من القادة المقيمين خارج قطاع غزة، في ظل تأثير قوي من إيران، الحليف الأساسي للحركة، فقدان حماس لاثنين من أبرز قادتها خلال فترة قصيرة يجعل هذه الخطوة محورية لاستقرار الحركة وقيادتها للأحداث الجارية.

 

*المشهد السياسي*

 

يحيى السنوار لم يكن مجرد زعيم لحماس، فقد دمج خلال فترة توليه القيادة بين الجانبين العسكري والسياسي؛ مما منحه سلطة واسعة داخل القطاع.

 

وفقدان السنوار يأتي بعد اغتيال إسماعيل هنية في يوليو الماضي، وهو ما يمثل ضربة كبيرة للحركة، السنوار كان معروفًا بعلاقاته القوية مع الجناح العسكري، وبقدرته على إدارة العمليات الميدانية والسياسية معًا.

 

الآن، ومع غيابه، تتساءل الأوساط السياسية حول ما إذا كانت حماس ستحتفظ بهيكل القيادة المدمج، أم أنها ستعود إلى الفصل بين الأدوار القيادية العسكرية والسياسية.

 

مقتل السنوار جاء في سياق تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الحركة، والتي استهدفت قيادات بارزة داخل غزة وخارجها.

 

الهجمات الإسرائيلية المكثفة على القطاع أسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية لحماس وفقدان الآلاف من مقاتليها، بما في ذلك العديد من الشخصيات المؤثرة، هذا يجعل من الضروري لحماس أن تقوم بإعادة تقييم استراتيجيتها القيادية في المرحلة المقبلة، لكن السؤال الذي يظل مطروحًا هو: هل ستتمكن حماس من ملء الفراغ الذي تركه السنوار بسرعة، أم أن الحركة ستواجه تحديات أكبر على مستوى القيادة؟

 

*أبرز المرشحين لخلافة السنوار*

لدى حركة حماس تاريخ طويل في استبدال قادتها بسرعة، وذلك بفضل وجود مجلس الشورى، الذي يُعد الهيئة العليا لصنع القرار في الحركة، المجلس يضم ممثلين عن حماس من مختلف المواقع، بما في ذلك غزة، الضفة الغربية، السجون الإسرائيلية، والشتات الفلسطيني، هذا التنوع يمنح مجلس الشورى القدرة على اختيار قائد جديد قادر على توجيه الحركة حتى من خارج القطاع.

خالد مشعل

الزعيم السابق لحماس، يُعد من أبرز الأسماء المطروحة لتولي قيادة المكتب السياسي مجددًا، مشعل يتمتع بخبرة طويلة في قيادة الحركة، حيث شغل منصب رئيس المكتب السياسي لفترة طويلة قبل أن يسلمه إلى إسماعيل هنية.

 

ورغم أنه لم يكن في قلب العمليات الميدانية في غزة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن خبرته السياسية وعلاقاته الدولية تجعل منه مرشحًا بارزًا. 

ومع ذلك، تبقى علاقته المتوترة بإيران منذ دعمه للثورة السورية عام 2011 نقطة ضعف قد تؤثر على فرصه في تولي القيادة مجددًا.

 

*محمد درويش*

رئيس مجلس الشورى الحالي لحماس، يعد من الشخصيات البارزة داخل الحركة. يتمتع درويش بعلاقات قوية مع الجناح العسكري والسياسي على حد سواء، وهو معروف بقدرته على إدارة الملفات الحساسة.

 

اسمه يتردد أيضًا كمرشح محتمل لخلافة السنوار، وخاصة بالنظر إلى علاقاته القوية مع إيران، الحليف الأساسي لحماس.

*خليل الحية*

نائب السنوار والمقيم في قطر، فيعد المرشح الأبرز لتولي القيادة المؤقتة للحركة. الحية لديه علاقات وثيقة مع الجناح العسكري، وهو معروف بقدرته على إدارة الأزمات.

 

ورغم وجوده خارج غزة، إلا أن الحية يتمتع بدعم قوي داخل الحركة ويُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في المرحلة المقبلة.

 

*تأثير إيران وقطر في اختيار خليفة السنوار*

إيران تعد الحليف الأقوى لحماس، وهي الجهة التي توفر الدعم المالي والعسكري للحركة. لذلك، سيكون لموافقة طهران دور كبير في تحديد الزعيم القادم. 

 

خلال السنوات الماضية، عملت إيران على تعزيز علاقاتها مع قادة حماس في الخارج، وخاصة أولئك المقيمين في قطر. ومع استمرار الحرب على غزة، تتزايد أهمية إيران بالنسبة لحماس، سواء من حيث الدعم العسكري أو الموقف السياسي.

 

قطر أيضًا تلعب دورًا مهمًا في مداولات اختيار الزعيم الجديد. وجود العديد من القادة الرئيسيين للحركة في الدوحة يعزز دور قطر كلاعب محوري في مستقبل حماس.

 

 الدوحة كانت وسيطًا رئيسيًا في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وما زالت تلعب دورًا رئيسيًا في هذه المفاوضات، رغم فشلها حتى الآن. من المتوقع أن تشارك قطر في أي قرار يتعلق بخلافة السنوار، إلى جانب دول أخرى في المنطقة.

*القيادة المؤقتة*

 

مع وفاة السنوار، تولى خليل الحية قيادة حماس بشكل مؤقت. الحية، الذي يقيم في قطر، يواجه تحديات كبيرة في إدارة الحركة خلال هذه المرحلة الحساسة.

التواصل مع القادة الميدانيين داخل غزة صعب للغاية بسبب الحصار والقصف المستمر؛ مما يزيد من الضغوط على الحية وفريقه في الخارج.

 

 هذا يجعل من الضروري أن تتولى كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، دورًا أكبر في قيادة الحركة على الأرض.

 

*محمد السنوار: دور متزايد في الجناح المسلح*

محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، هو قائد مخضرم في كتائب القسام ويُتوقع أن يلعب دورًا أكبر في المرحلة القادمة. 

 

محمد السنوار نجا من عدة محاولات اغتيال ويعد من الشخصيات البارزة في الجناح المسلح لحماس. رغم أنه نادرًا ما يظهر في العلن، إلا أن اسمه مدرج على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ فترة طويلة.

 

من المتوقع أن يزداد دور محمد السنوار في إدارة العمليات الميدانية داخل غزة، خاصة مع تزايد الضغط على القيادة السياسية للحركة.

 

محللون يرون أن الجناح العسكري سيواصل احترام سلطات خليل الحية، حتى مع وجوده خارج القطاع، لكن دور محمد السنوار في قيادة العمليات الميدانية سيصبح محوريًا خلال المرحلة المقبلة.