الأمل بعيدًا عن الوطن: العالم يحتضن قصص اللاجئين في يومهم العالمي

العالم يحتضن قصص اللاجئين في يومهم العالمي

الأمل بعيدًا عن الوطن: العالم يحتضن قصص اللاجئين في يومهم العالمي
صورة أرشيفية

في عالم تتقاذفه الصراعات وتعصف به الأزمات، يبرز اليوم العالمي للاجئين كمنارة للتضامن والأمل، يأتي هذا اليوم ليذكّرنا بقصص النجاة والصمود التي تختبئ خلف الأرقام والإحصائيات، وليسلط الضوء على الجهود المبذولة لإعادة بناء حياة كريمة لملايين الأشخاص الذين اضطروا لترك ديارهم خلفهم.

*عالم يشمل اللاجئين*

يصادف العشرون من يونيو من كل عام، اليوم الذي يتوقف فيه العالم ليتأمل مصير أولئك الذين فقدوا كل شيء إلا الأمل. اليوم العالمي للاجئين، الذي أقرته الأمم المتحدة، يعد بمثابة دعوة للعالم أجمع للوقوف جنبًا إلى جنب مع اللاجئين، ليس فقط للتعرف على معاناتهم، بل للاحتفاء بقوتهم وعزيمتهم في مواجهة الشدائد.

في هذا العام، يحمل يوم اللاجئ العالمي شعارًا ينبض بالأمل: "الأمل بعيدًا عن الوطن: عالم يشمل اللاجئين دائمًا". يتجسد هذا الشعار في الرسالة القوية التي تحملها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تؤكد على أهمية التضامن مع اللاجئين، وتعزيز قدرتهم على الاندماج والمساهمة في المجتمعات التي استقبلتهم.

تأتي هذه الدعوة في وقت تجاوز فيه عدد اللاجئين حول العالم 43.4 مليون نسمة، بزيادة قدرها 7% عن العام الماضي، وفقًا لأحدث تقارير المفوضية. وتشير الإحصائيات إلى أن النزوح القسري لم يعد مجرد حالات متفرقة، بل أصبح ظاهرة متنامية تشهد تزايدًا مستمرًا على مدى السنوات الاثني عشر الماضية.

*سوريا وأفغانستان في المقدمة*

تشهد سوريا وأفغانستان، اللتان تعانيان من صراعات مستمرة وعنف متجذر، نزوحًا جماعيًا لمواطنيهما، مما يجعلهما في مقدمة الدول المصدرة للاجئين.
يمثل اللاجئون من هاتين الدولتين ثلث اللاجئين الخاضعين لحماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية الراهنة.

في سوريا، تسبب الصراع المستمر منذ عام 2011 في نزوح ملايين الأشخاص داخليًا وخارجيًا، حيث يبحثون عن الأمان والاستقرار في دول أخرى، العنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان هي من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت السوريين إلى ترك ديارهم.

أما في أفغانستان، فقد أدت الحروب المتعاقبة والاضطرابات السياسية والاقتصادية إلى نزوح عدد كبير من السكان. الصراعات المسلحة، وخاصة تلك التي تفاقمت بعد انسحاب القوات الأمريكية وعودة طالبان إلى السلطة، قد أجبرت الأفغان على الفرار بحثًا عن الحماية الدولية.

تليهما فنزويلا، التي تعاني من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، مما أدى إلى نزوح ملايين الفنزويليين الذين يواجهون نقصًا في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.

وفي أوكرانيا، أدى الغزو الروسي والصراع المستمر إلى نزوح داخلي وخارجي واسع النطاق. الوضع الإنساني في البلاد يزداد سوءًا، مع تدمير البنية التحتية والمنازل والمرافق العامة، مما يجبر الأوكرانيين على البحث عن الأمان في دول أخرى.

 120 مليون لاجئ

تعكس هذه الأرقام والحقائق الواقع المؤلم للأزمات الإنسانية التي تعصف بالعالم، حيث تجبر الصراعات المستمرة والناشئة الملايين على الفرار بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة، وتستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات وتوفير الحماية والدعم للاجئين.

مع تجاوز عدد النازحين قسرًا حاجز الـ120 مليون نسمة بحلول نهاية أبريل 2024، تتجلى الحاجة الملحة لتدخل دولي فعّال يتجاوز الإغاثة العاجلة إلى معالجة جذور المشكلة. 

تُظهر الأرقام المتزايدة للنزوح القسري، التي تعادل تقريبًا عدد سكان دولة بحجم اليابان، الأثر العميق للصراعات الجديدة والمتحولة والفشل في حل الأزمات طويلة الأمد.

تُعد الصراعات المدمرة في السودان والعنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أعداد النازحين، وتُشير التقديرات إلى أن 75% من اللاجئين يقيمون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مما يضع عبءًا كبيرًا على هذه الدول.

لكل رقم من هذه الأرقام قصة إنسانية، ولكل لاجئ حلم بالعودة إلى حياة تسودها الكرامة والأمان. يتطلب الأمر تعاونًا دوليًا متجددًا وجهودًا متضافرة لمعالجة الصراعات، وانتهاكات حقوق الإنسان، وأزمة المناخ، والتي بدونها ستستمر أرقام النزوح في الارتفاع.

مراقبون أكدوا أن التحرك الدولي السريع والمنسق لدعم اللاجئين والنازحين داخليًا والعائدين والمجتمعات المضيفة أمرًا بالغ الأهمية لحماية وإعادة بناء سبل عيشهم وتعزيز اعتمادهم على أنفسهم، ويجب أن تحفز هذه المعاناة المجتمع الدولي على التحرك بشكل عاجل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري.