مواطنون لبنانيون يروون مآسي الإقفال وكورونا: "لا طعام ولا علاج"

مواطنون لبنانيون يروون مآسي الإقفال وكورونا:
صورة أرشيفية

اتسعت خلال الأيام الماضية الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ‏والتي فاقمها قرار الإغلاق العام، فطالت إلى جانب طرابلس مناطق في بيروت والجية وتعلبايا وشتورة، ‏وسجلت في طرابلس تصاعد وتيرتها وتحولها إلى اشتباكات مباشرة بين المتظاهرين وقوى الأمن اللبناني، وأسفرت المواجهات عن سقوط أكثر من ثلاثين جريحا من كلا الطرفين، عملت عناصر الصليب الأحمر على نقل أكثر من ست حالات إلى مستشفيات المدينة، فيما تمت معالجة العدد الآخر ميدانيا.

وطارد الجيش اللبناني من وصفهم بـ"المخلين بالأمن" في عمق الأسواق الداخلية، وشهدت ساحتا الكورة والنجمة مواجهات عنيفة بين الجيش وعدد من الشباب الذين يعمدون إلى إلقاء قنابل المولوتوف والحجارة، وإطلاق المفرقعات النارية باتجاه القوى الأمنية التي قامت بدورها بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإجبارهم على التراجع إلى عمق الأسواق الداخلية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

شبح الفقر والجوع يطارد اللبنانيين

 ويقول عبد السلام الرومي، مواطن لبناني، وهو أب لأربعة أولاد ويقيم في طرابلس: "لا أخاف من فيروس كورونا، إنما تخيفني الحاجة والفقر في ظل الإغلاق، كما يخيفني أن يصاب أبنائي بالمرض ولا أجد لهم دواء في الصيدليات التي تعاني منذ أسابيع من اختفاء عدد من أنواع الأدوية".

وأضاف الرومي: "أنا في انتظار الزبائن وهذه صناديق الخضراوات التي أعرضها في محلي الذي افتتحته قبل أشهر بعدما كنت أعمل في محل لبيع الزهور ونباتات الزينة، أنا وأولادي نحتاج يوميا لأكثر من 70 ألف ليرة لبناني لتأمين طعامنا، بينما لا يؤمن عملي نصف هذا المبلغ".

و تجمع العشرات في وسط بيروت، وأغلقوا طريقين رئيسيين في شرق وشمال المدينة، وأشعلوا إطارات وأغلقوا طريقا رئيسيا يربط بيروت بجنوب البلاد.

في منطقة البقاع شرقي البلاد ارتفع الدخان وألسنة اللهب فوق الطريق السريع الرئيسي الرابط بين المنطقة والعاصمة، فيما أحرق عشرات المحتجين إطارات السيارات وحاويات القمامة.

عواقب وخيمة

من جانبه قال أحمد مراد، إن معظم الذين لا يلتزمون بقرار الإقفال هم من أصحاب العمل اليومي، أي أنهم في اليوم الذي لا يعملون فيه لا يأكلون هم ولا عائلاتهم، والوضع المعيشي في لبنان مقبل على انفجار شعبي، وما حدث ليلا ليس إلا مقدمة لعواقب غير محمودة.

وأضاف: "ألازم منزلي في قرية عين الذهب في منطقة عكار في أقصى الشمال من طرابلس منذ أسبوعين بسبب الإغلاق، وقبل الإقفال كان العمل خفيفا، أما الآن فلم يعد بإمكاننا العمل بالمطلق، ماذا يفعل من لا يقبض راتبا شهريا".

الأسعار لا ترحم المواطن

ويقول أسامة حمد، عامل في إحدى الورش، ويقيم مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منطقة الأشرفية في شرق العاصمة اللبنانية بيروت: "لم أقبض ألف ليرة منذ بدء الإغلاق، أفكر كل يوم كيف يمكنني أن أتفادى دفع التكاليف أو الفواتير؟ والأسعار هنا لا ترحم أي أحد".

وسجل لبنان عددا قياسيا جديدا من وفيات كورونا، بلغت 73 حالة وفاة، فيما خرج محتجون للشوارع لثاني يوم على التوالي للتنديد بالإغلاق الصارم لكبح التفشي الهائل للفيروس.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس، التي قفزت في يوم واحد إلى أكثر من 60 لأول مرة، بلغ إجماليه نحو 2500.

وأفادت المشافي اللبنانية بامتلاء سعة وحدات الرعاية المركزة بالكامل، وسجل نحو 286 ألف إصابة منذ فبراير الماضي.

وفرضت الحكومة اللبنانية إغلاقا استمر لنحو شهر في أنحاء البلاد استجابة للفيروس، وهو الأشد صرامة منذ ظهور الفيروس لأول مرة في لبنان.

تعرضت إجراءات الحكومة لانتقادات باعتبارها جاءت متأخرة، خاصة بعد تخفيف القيود للسماح للمغتربين بقضاء الأعياد والعطلات مع أسرهم في لبنان.