محلل سوري: الاشتباكات في الساحل السوري تعكس تصاعد الصراعات الداخلية بعد سقوط نظام الأسد
محلل سوري: الاشتباكات في الساحل السوري تعكس تصاعد الصراعات الداخلية بعد سقوط نظام الأسد

تصاعدت التوترات في الساحل السوري أخيرًا بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر مسلحة تابعة لميليشيا موالية لنظام بشار الأسد. الهجوم، الذي استهدف مقرات أمنية في إحدى المدن الساحلية، أثار موجة من القلق والتساؤلات حول طبيعة الصراع داخل المنظومة الأمنية للنظام، في ظل الانقسامات المتزايدة بين الفصائل المسلحة الموالية له.
الهجوم وأسبابه المحتملة
بحسب مصادر محلية، نفّذت ميليشيا مسلحة محسوبة على أحد القادة النافذين في النظام هجومًا مفاجئًا على نقطة أمنية في المنطقة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. وتُشير المعلومات الأولية إلى أن الهجوم جاء على خلفية صراعات على النفوذ وموارد التهريب، حيث تزايدت حديثًا الخلافات بين الفصائل الموالية للأسد بسبب السيطرة على المناطق والمعابر غير الشرعية.
دلالات التصعيد
التوترات في الساحل السوري تحمل أبعادًا خطيرة، خاصة أن المنطقة تُعتبر معقلًا رئيسًا للنظام السوري. ومن اللافت أن المواجهات لم تكن مع قوى معارضة، بل بين أطراف داخلية محسوبة على النظام، مما يعكس تصاعد الانقسامات داخل الدائرة الأمنية والعسكرية.
رد فعل النظام
في أعقاب الهجوم، فرضت قوات النظام إجراءات أمنية مشددة، مع انتشار مكثف للجيش وعناصر المخابرات في المناطق التي شهدت الاشتباكات. ووردت تقارير عن تنفيذ عمليات اعتقال واسعة بحق أفراد من الميليشيا المتورطة في الهجوم، في محاولة لاحتواء الوضع ومنع تفاقم التمرد داخل صفوف القوات الموالية للنظام.
هل يُشير التصعيد إلى انهيار داخلي؟
يرى محللون أن هذه التوترات تعكس ضعف السيطرة المركزية للنظام السوري على حلفائه المسلحين، حيث باتت بعض الفصائل تتصرف وفق مصالحها الخاصة بدلًا من الالتزام الكامل بأوامر القيادة في دمشق. كما أن هذه الحوادث تكشف عن مدى تفكك المنظومة الأمنية والعسكرية للنظام، ما قد يُشكل تهديدًا لاستقراره على المدى الطويل.
المستقبل القريب
مع استمرار هذه التوترات، من المتوقع أن يتخذ النظام إجراءات أكثر تشددًا لضبط الميليشيات الخارجة عن السيطرة، لكن يبقى التساؤل: هل سيتمكن الأسد من إعادة فرض سلطته على المجموعات المسلحة التي دعمت بقاءه في الحكم، أم أن الانقسامات الداخلية ستُؤدي إلى مزيد من الفوضى في الساحل السوري؟
في ظل التوترات المتصاعدة في الساحل السوري، أشار المحلل السياسي السوري، عصمت العبسي، إلى أن الاشتباكات الأخيرة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق تعكس تفاقم الصراعات الداخلية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
وأوضح العبسي - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن هذه الاشتباكات، التي أسفرت عن مقتل عشرات من قوات الأمن في اللاذقية، تُشير إلى محاولات بعض المجموعات الموالية للنظام السابق لزعزعة الاستقرار وإعادة إشعال الفتنة في المنطقة.
وأضاف أن هذه المجموعات تسعى لاستغلال الفراغ الأمني والسياسي لتحقيق مكاسب خاصة، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري.
وأكد العبسي على ضرورة تعزيز الجهود لضبط الأمن وملاحقة المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، مشيرًا إلى أن استقرار الساحل السوري يعد أمرًا حيويًا لضمان أمن واستقرار البلاد بشكل عام.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة الساحلية في سوريا توترات متزايدة، مع تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق، مما يُثير مخاوف من انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.