أُولي البأس.. ميليشيا جديدة في سوريا ولبنان بتمويل إيراني
أُولي البأس.. ميليشيا جديدة في سوريا ولبنان بتمويل إيراني

أعلنت "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" أخيرًا عن تشكيل ميليشيا جديدة تحت اسم "أُولي البأس"، في خطوة تُثير التساؤلات حول دور إيران في دعم الميليشيات المسلحة خارج حدودها. ونقل المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي، المعروف بقربه من الفصائل لميليشيات إيران، عبر منصة "إكس"، تفاصيل الإعلان عن هذا التشكيل الجديد.
شعار مألوف.. وارتباط بميليشيات موالية لإيران
الملصق الدعائي الذي نشره العرداوي يُظهر ذراعًا تحمل بندقية، وهو تصميم يُشبه شعارات ميليشيات عراقية موالية لإيران، إضافة إلى "حزب الله" اللبناني، وميليشيات "زينبيون" الباكستانية و"فاطميون" الأفغانية، مما يُعزز الفرضية بأن التشكيل الجديد مرتبط بالحرس الثوري الإيراني.
ميليشيا جديدة.. تداعيات على سوريا والعراق
يأتي هذا التطور في وقت تشن فيه السلطات السورية حملة لملاحقة فلول نظام الرئيس بشار الأسد، ما قد يُؤثر على العلاقات بين دمشق وبغداد، خاصة إذا تأكد أن ميليشيات عراقية تقدم دعمًا لهذا الفصيل. هذا الأمر قد يضع العراق في موقف صعب، لا سيما مع تصاعد الجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في سوريا والتخلص من مخيم الهول، الذي لا يزال يُشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا.
خطوة تزيد تعقيد المشهد السوري
في هذا السياق، قال المحلل السياسي السوري محمد شبيب، إن "إعلان تشكيل ميليشيا (أُولي البأس) هو استمرار لنهج إيران في تعزيز وجودها العسكري في سوريا عبر وكلاء محليين وأجانب، لكنه يحمل في طياته تداعيات خطيرة"، موضحًا أن "هذه الخطوة قد تُؤدي إلى تصعيد جديد في سوريا، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لإخراج القوات الأجنبية والميليشيات من البلاد".
وأضاف شبيب - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن "إيران تستفيد من الانشغال الدولي بالحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط، لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر ميليشياتها، وهو ما قد يدفع قوى إقليمية ودولية إلى التدخل بشكل أكبر".
وحذّر من أن "وجود تشكيلات مسلحة جديدة تابعة لطهران قد يزيد من تعقيد المشهد في سوريا، خصوصًا في ظل الحديث عن تفاهمات إقليمية لإيجاد حلول للأزمة السورية، وهو ما قد يفسَّر على أنه رسالة إيرانية مفادها أن أي تسوية لن تتم دون موافقتها".
إيران ونموذج "الباسيج" في سوريا
ورغم عدم وضوح الدور الإيراني المباشر في تشكيل "أُولي البأس"، فإن إيران لديها تاريخ طويل في دعم الميليشيات خارج حدودها، خصوصًا في سوريا. فقد سبق أن استقدمت مقاتلين أفغان وباكستانيين وعراقيين للدفاع عن نظام الأسد. وكان اللواء حسين همداني، أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن عام 2015 عن تشكيل "باسيج شعبي" في سوريا، على غرار قوات الباسيج الإيرانية، بتمويل وتدريب إيرانيين.
إصرار إيراني على النفوذ العسكري في سوريا
ورغم إعلان همداني عن نجاح مشروع الباسيج في سوريا، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي صرّح في ديسمبر 2024 بأن قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، حاول إنشاء هيكلية مماثلة لقوات التعبئة هناك، لكنه واجه معارضة من بعض المسؤولين العسكريين السوريين، مما أدى إلى إجهاض المشروع.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين تؤكد استمرار طهران في محاولة تثبيت نفوذها العسكري داخل سوريا، وهو ما يجعل إعلان ميليشيا "أُولي البأس" تطورًا مهمًا قد يُعيد خلط الأوراق في المنطقة. فهل تكون هذه الميليشيا امتدادًا جديدًا للنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان؟