اتفاق غزة.. المفاوضات مجمدة وإسرائيل تبحث نقل الفلسطينيين
اتفاق غزة.. المفاوضات مجمدة وإسرائيل تبحث نقل الفلسطينيين

وسط تعقيدات المشهد السياسي وتصاعد التوتر في غزة، تتوالى التطورات التي قد تُعيد رسم معادلة الصراع، ورغم الضغوط الدولية المتزايدة، لا تبدو إسرائيل مستعدة حتى اللحظة لقبول أي اتفاق ينهي المواجهة، بينما تستمر في بحث سيناريوهات أكثر تشددًا، من بينها التهجير الجماعي لسكان القطاع.
مبادرة عربية تلقى تحفظًا إسرائيليًا
في ظل الأوضاع المتدهورة في غزة، طرحت مبادرة عربية تتضمن إعادة إعمار القطاع ضمن إطار سياسي أوسع، حظيت بدعم دولي وعربي واسع، إلا أن إسرائيل لم تقدم موقفًا واضحًا حيالها، بل تتعامل معها بتحفظ، إذ تُواصل دراسة خيارات أخرى تتسم بمزيد من التصعيد.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" يناقش إمكانية إنشاء وحدة خاصة بوزارة الدفاع تتولى إدارة عمليات الترحيل إلى دول أخرى، مما يعكس أن خيار التهجير ليس مجرد طرح نظري، بل يدرس بشكل جاد.
محادثات واشنطن مع حماس.. خطوة تكتيكية أم تغيير استراتيجي؟
في تطور غير مسبوق، دخلت الولايات المتحدة في محادثات مباشرة مع حركة حماس، وفقًا لما أوردته مصادر إعلامية، حيث اقترحت واشنطن تمديد الهدنة لمدة شهرين، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، مقابل الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء.
لكن في إسرائيل، لم تلقَ هذه الخطوة ترحيبًا، بل أثارت جدلًا واسعًا، ويرى كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن هذه المفاوضات تعتبر "مناورة تكتيكية"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تعترف بحماس كجهة شرعية تمثل الفلسطينيين، وأنها مجرد "تنظيم مدعوم من إيران".
التهجير.. خطة تصطدم بعقبات دولية وعربية
بينما تطرح الحلول السياسية على الطاولة، يبقى خيار التهجير مطروحًا بقوة داخل الدوائر الإسرائيلية. فوفقًا لمصادر إعلامية، يتم بحث إمكانية نقل سكان غزة إلى دول أخرى في إطار مخطط طويل الأمد، وهو ما يعكس موقفًا إسرائيليًا متشددًا تجاه الأزمة.
لكن هذا السيناريو يواجه عقبات سياسية كبرى، إذ لا توجد دولة عربية أو غربية مستعدة لقبوله علنًا، فضلًا عن التداعيات الدولية المحتملة التي قد تزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُواصل سياسة المراوغة المعتادة، فبالرغم من الضغوط المتزايدة التي تمارسها واشنطن والعواصم الغربية لدفع إسرائيل نحو تسوية سياسية، يفضل نتنياهو كسب المزيد من الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض قبل تقديم أي التزامات.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل لا تزال تراوغ ولا تظهر أي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق سياسي جاد، وإسرائيل تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع، سواء عبر إطالة أمد المفاوضات أو من خلال مناقشة خيارات غير مقبولة دوليًا مثل التهجير الجماعي.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن المجتمع الدولي مطالب اليوم باتخاذ موقف أكثر حزمًا، خاصة أن استمرار المماطلة الإسرائيلية سيُؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وقد يفتح الباب أمام تصعيد جديد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، والحل الوحيد القابل للاستمرار هو التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضمن حقوق الفلسطينيين، ويُوقف أي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة قسرًا.