ميزان القوى بعد الصدام.. ما الفارق بين قوة إيران وإسرائيل؟
ميزان القوى بعد صدام إيران وإسرائيل
في الآونة الأخيرة، شهدت المنطقة تصاعدًا في الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، حيث أظهرت الضربات الإسرائيلية دقة عالية، مستهدفةً مواقع عسكرية ونووية إيرانية رئيسية، هذه الضربات، التي لم تلقَ مقاومة كبيرة من الدفاعات الإيرانية، قدمت للعالم نظرة جديدة على القدرات العسكرية لكلا الجيشين.
*المواجهات الأخيرة*
تأمل الأمم المتحدة والدول المعنية أن تُنهي الغارات الجوية التي نُفذت يوم الجمعة سلسلة من التبادلات العدائية التي استمرت 19 يومًا، والتي شكلت اختبارًا للقوة بين الخصمين اللدودين، هذه المواجهة الأخيرة بدأت باغتيال إسرائيل لجنرالين إيرانيين في الأول من أبريل، مما أثار ردًا انتقاميًا من إيران يوم السبت، حيث أُطلق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، تمكنت الدفاعات الإسرائيلية بمساعدة حلفائها من إسقاطها دون وقوع أضرار جسيمة.
*تقييم الأداء العسكري*
مع تقييم الأطراف للوضع، يُتوقع خبراء أن تشعر الحكومة الإسرائيلية بالرضا عن الكفاءة العسكرية التي أظهرها جيشها، ومع ذلك، يبدو أن كلًا من إسرائيل وإيران قد تجنبا التصعيد الكامل للقوة العسكرية، مفضلين إرسال رسائل سياسية بدلًا من الانخراط في حرب شاملة.
*الميزة العسكرية لإيران*
الخبراء يحذرون من أن إيران لم تستخدم بعد أكبر ميزة عسكرية لها ضد إسرائيل، وهي حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى المتحالفة معها في المنطقة، حزب الله، بشكل خاص، يمتلك القدرة على تحدي الدفاعات الإسرائيلية، خاصة في صراع متعدد الجبهات.
تشارلز ليستر، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، يشير إلى أن "الدرس الأساسي هو أن إيران، ما لم تستخدم كامل قدراتها، تظل في موقف داوود أمام جالوت في هذه المعادلة".
*التطورات الأخيرة*
في الهجوم الأخير يوم الجمعة، أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية ردت على تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة في عدة محافظات، وأكد الجنرال عبد الرحيم موسوي، قائد الجيش الإيراني، أن الطواقم استهدفت عدة أجسام طائرة.
*العمليات الإسرائيلية في أصفهان*
وفقًا لمصادر مطلعة، لم تكن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على أصفهان هي الأولى من نوعها، يشير تشارلز ليستر، الخبير الأمني، إلى أن الهجوم كان على الأرجح عملية محدودة نفذتها طائرات إسرائيلية قليلة، حيث أطلقت صواريخ جو-أرض من طراز بلو سبارو بعد تحليقها فوق الأراضي السورية، مستهدفةً إيران من موقع قريب من الحدود العراقية.
وقد ردت الدفاعات الجوية الإيرانية بإطلاق النار على قاعدة جوية بالقرب من أصفهان، وهي منطقة تضم مواقع مهمة مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع نطنز النووي تحت الأرض.
*تقييم الضربات الإيرانية*
من جهته، يلفت المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي الانتباه إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يُظهر القدرة على توجيه ضربات أكثر شدة إذا لزم الأمر.
في المقابل، يُعتقد أن القصف الإيراني الأخير قد استهلك الجزء الأكبر من ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية طويلة المدى، والتي يُقدر عددها بـ150 صاروخًا قادرة على الوصول إلى إسرائيل.
يُشير الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي إلى أن القدرات التكنولوجية للولايات المتحدة وحلفائها تجعل من الصعب على إيران تنفيذ هجوم مفاجئ ضد إسرائيل.
*القدرات الدفاعية الإيرانية*
أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، يُعلق على الأحداث الأخيرة مشيرًا إلى أن إسرائيل أثبتت قدرتها على استهداف إيران بالصواريخ من أراضيها، وربما باستخدام طائرات مسيرة أيضًا.
يُضيف فاتانكا أن الأداء الإيراني في الدفاع عن هذه الهجمات يُثير تساؤلات حول فعالية قدراتها الدفاعية، خاصةً وأن إيران تمتلك مساحة جغرافية أكبر بكثير من إسرائيل للدفاع عنها.
*ليست نزهة*
يُشدد اللواء الدكتور محمد المصري، الخبير العسكري والاستراتيجي، على أن أي مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران قد تُسفر عن تصعيد خطير، يُمكن أن يُفجر جبهات قتالية متعددة تشمل الجيش الإيراني، الحرس الثوري، وشبكة وكلائهم في المنطقة، مما يُهدد المصالح الإسرائيلية الحيوية.
وأشار في حديثه لـ"العرب مباشر"، إلى أن إيران، بترسانتها العسكرية والاستخباراتية المتنوعة، قد تُشكل تحديًا جسيمًا لإسرائيل، حتى في ظل الدعم الغربي الذي تتلقاه.
وأضاف المصري، في هذا السياق المتوتر، يُمكن أن تُعتبر الحرب بمثابة شطرنج استراتيجي حيث كل حركة تُحسب بدقة. الفروق العسكرية بين الدولتين، على الرغم من أنها قد لا تكون شاسعة، إلا أنها تحمل في طياتها تعقيدات قد تُغير موازين القوى بشكل جذري.
وأكد أن إسرائيل، مع الدعم الغربي قد تبدو في موقع القوة، لكن إيران، بمواردها العسكرية والاستخباراتية، قد تُحيل الحرب إلى معضلة تكتيكية تتطلب أكثر من مجرد قوة عسكرية للفوز بها،الحرب ليست نزهة لأي من الطرفين، بل هي مسار محفوف بالمخاطر يتطلب حكمة وروية في التعامل مع كل خطوة.