ليست غزة فقط.. نيران الدمار والانقلابات تشعل إفريقيا وأوروبا تهدد اللاجئين

نيران الدمار والانقلابات تشعل إفريقيا وأوروبا تهدد اللاجئين

ليست غزة فقط.. نيران الدمار والانقلابات تشعل إفريقيا وأوروبا تهدد اللاجئين
صورة أرشيفية

من السهل أن نعتقد أنه لا شيء يحدث في العالم غير المذبحة في غزة، نظراً لتركيز وسائل الإعلام المبرر على هذه المأساة، ولكن في مكان آخر بالعالم وتحديدًا القارة الإفريقية تشهد الكثير من الدول صراعات كبرى وانقلابات باتت تهدد استقرار القارة السمراء الهش، فضلاً عن الخطوات الأوروبية الكبرى لوقف تدفق اللاجئين وطرد أكبر عدد ممكن من دولهم، حيث كشفت مأساة غزة عن الكثير من عيوب استراتيجية الغرب في التعامل مع القضايا الدولية. 

أزمة اللاجئين 

وبحسب صحيفة "آرب نيوز" في نسختها الآسيوية، فإن اليمين المتطرف في أوروبا يواصل جهوده المناهضة للمهاجرين واللاجئين، وفي عهد جيورجيا ميلوني، تتمتع إيطاليا بنظام يميني متطرف هو الأكبر منذ عهد موسوليني، وتشكل الكيانات ذات التفكير المماثل أجزاء أساسية من الائتلافات الحاكمة في فنلندا والسويد. وتشهد شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة ارتفاعا متزايدا في ألمانيا والنمسا واليونان، وتتقدم مارين لوبان حاليا في استطلاعات الرأي الفرنسية. وكان فيكتور أوربان في المجر مشجعاً بارزاً وراعياً لهذه الميول الاستبدادية المناهضة للمهاجرين. وفي أمريكا الجنوبية، تم مؤخراً انتخاب المرشح اليميني المتطرف خافيير مايلي رئيساً للأرجنتين. 

وأضافت أن حزب القانون والعدالة القومي في بولندا احتل المرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة، ولكن من المحتمل أن يستبعده ائتلاف من أحزاب الوسط من الحكومة، في حين فاز روبرت فيكو الشعبوي بالانتخابات السلوفاكية في سبتمبر، ويأمل اليمين المتطرف في البرتغال الاستفادة من هذا الزخم في الانتخابات المقررة في شهر مارس المقبل، على الرغم من أن إسبانيا خالفت هذا الاتجاه مع تعرض حزب فوكس اليميني لانتكاسات في انتخابات يوليو، ومع اقتراب موعد الانتخابات في بريطانيا على الأرجح بعد عام واحد، فإن الميول اليمينية الشعبوية المثيرة وضعت حزب المحافظين الحاكم على المسار نحو الهزيمة الفادحة، وفي الولايات المتحدة لا أحد يعرف ما إذا كان دونالد ترامب بحلول أواخر عام 2024 سيكون في طريقه إلى البيت الأبيض، أو إلى زنزانة السجن، أو كليهما. 

كارثة إفريقيا 

وأفادت الصحيفة الآسيوية بأن حزام الساحل الإفريقي بأكمله أصبح كارثة من الانقلابات وحركات التمرد والحروب، حيث يواجه سكان دارفور مرة أخرى الإبادة على أيدي ميليشيات مسلحة مجهولة في السودان، وتخضع مناطق واسعة من الصومال ومالي والنيجر وبوركينا فاسو لسيطرة الجهاديين.  

وتابعت أن هذه الصراعات في إفريقيا تهدد الاستقرار الهش للقارة السمراء، كما أنها تتفاقم في ظل انشغال العالم أجمع بما يحدث في غزة. 

وأشارت إلى أن النيران المشتعلة في إفريقيا سيكون لها تداعيات سلبية كبرى على معظم أنحاء العالم وخصوصًا أوروبا التي تمتلك استثمارات ضخمة في القارة السمراء وتعتبر استقرارها قضية أمن قومي لها. 

وأضافت أنه في الوقت نفسه، تبددت الضغوط الدولية على حركة طالبان بسبب سياسات الفصل العنصري بين الجنسين ضد المرأة الأفغانية بالكامل. 

عجز مجلس الأمن 

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع تصاعد الصراعات في العالم وخصوصًا إفريقيا والشرق الأوسط بات مجلس الأمن أقل قدرة على إيقاف المجازر، حيث أدت الصراعات بين الصين وروسيا والغرب إلى إصابة المجلس بالشلل وتشويه سمعته، وتحييد مؤسسات القانون الدولي، مما يجعل الزخم العالمي لحل هذه النزاعات أمراً شبه مستحيل.  

وتابعت أن هذه الانقسامات تعمل أيضًا على تحييد التعاون حول الجهود الضخمة المطلوبة للحد من انبعاثات الكربون ووقف غليان الكوكب - وهي السياسات الخضراء التي يعارضها اليمين الشعبوي الصاعد بشكل انتحاري. 

وأضافت أن أزمة غزة كشفت أن العالم لا يستطيع التعامل مع أكثر من كارثة في آن واحد وهو أمر فرضته السياسة الغربية لسنوات طويلة، ولكن يبدو أن السياسة الغربية انكشفت عيوبها للعالم أجمع بعد كارثة غزة سواء من ناحية تناول الكوارث أو ازدواجية المعايير أو مدى الالتزام بمعايير القانون الدولي. 

وأشارت إلى أن أوكرانيا وغزة وإفريقيا يمثلون نداءات الاستيقاظ، ويتعين على زعماء العالم أن يعملوا بشكل جماعي على تحسين أدائهم على الساحة الدولية، وفقا للعديد من المقاييس، فإن الاستقرار ومعايير الحكم والعدالة الاجتماعية كلها في تراجع حاد في أي جزء من العالم الذي يتعين النظر إليه.