مفترق الطرق.. هل يتجاوز العراق أزماته السياسية بعد انتخاب رئيس جديد؟
يحاول العراق تجاوز أزماته السياسية بعد انتخاب رئيس جديد
انتخب مجلس النواب العراقي أمس الخميس، رئيسًا جديدًا للبلاد بعد عام كامل من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي فشلت في وضع حدّ للجمود السياسي المستمر والخلل في إدارة الدول.
وفاز عبد اللطيف رشيد، السياسي الكردي المخضرم ووزير المياه السابق، في الجولة الثانية من التصويت على منافسه الرئيس الحالي برهم صالح، وبعد فوزه سرعان ما عيّن محمد السوداني رئيسًا للوزراء، ومنحه 30 يومًا لتشكيل الحكومة، فيما يعتبر السوداني جزءًا من الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان وهو حليف مقرب لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
انتخابات وأزمة سياسية
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أكدت أن بغداد شهدت إجراءات أمنية مشددة أمس الخميس، مع خروج قوات الأمن بأعداد كبيرة عبر المنطقة الخضراء في بغداد وهي المنطقة شديدة التحصين التي تضم السفارات والمباني الحكومية، وأغلقت الجسور الرئيسية أمام حركة المرور، ولكن حتى مع تصويت أعضاء البرلمان، سقط وابل من الصواريخ في مكان قريب من المنطقة ما أدى لإصابة العديد من الأشخاص وإلحاق أضرار بالسيارات في ساحة انتظار سيارات البرلمان.
وتابعت أن الانتخابات جاءت بعد أن شهد العراق أزمة سياسية منذ العام الماضي وسط عداء بين التيار الصدري، بقيادة رجل الدين البارز مقتدى الصدر، و"الإطار التنسيقي" ، وهو تحالف يضم حزب المالكي وفصائل شيعية أخرى أكثر ارتباطًا بإيران، مشيرة إلى تصاعد الخلاف الذي حال دون انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة في شهر يوليو مع خروج أنصار الطرفين إلى الشوارع وإقامة اعتصامات في وسط بغداد والتي شهدت دعوة الصدر إلى حل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، لكن عندما تم رفض مطالبه اندلع العنف في العاصمة وعدة مدن عراقية أخرى.
ضربة كبرى
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه في 29 أغسطس الماضي، قُتل 30 شخصًا جراء اشتباكات بين الموالين للصدر وخصومهم الشيعة في بغداد، ما أثار ذكريات الحرب الأهلية ومخاوف المزيد من التصعيد، لكن اضطر الصدر في النهاية إلى دعوة مؤيديه للانسحاب من الاعتصامات، فيما اعتبر الخبراء أن انتخابات أمس الخميس أظهرته شخصية ضئيلة وضعيفة.
وقال محمد جاسم، المحلل السياسي العراقي المقيم في بغداد: "أعتقد أن ما حدث ضربة قاتلة لمقتدى الصدر سياسيًا"، معتبرًا أن انتصار الإطار التنسيقي على مقتدى الصدر، جعل الطريق ممهدًا تمامًا أمامهم لتمرير مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة.
وأوضح جاسم أن انتصار الإطار التنسيقي يُعتبر أيضًا انتصارًا لإيران وانتكاسة للمصالح الأميركية في المنطقة، مضيفًا: "الإطار التنسيقي المدعوم من إيران سيفعل كل ما في وسعه للقضاء على أي وجود أميركي في البلاد ويضع عقبات أمام أي تعاون اقتصادي مع الولايات المتحدة، وكل ذلك سيكون لصالح إيران".