تزايد الانتهاكات ضد النساء في اليمن وسط أزمة إنسانية متفاقمة

تزايد الانتهاكات ضد النساء في اليمن وسط أزمة إنسانية متفاقمة

تزايد الانتهاكات ضد النساء في اليمن وسط أزمة إنسانية متفاقمة
نساء اليمن

أفادت تقارير حقوقية بأن الانتهاكات الموثقة بحق النساء في اليمن تجاوزت 8,400 حالة منذ اندلاع الصراع في عام 2015 حتى نهاية 2024. وفي هذا السياق، رصد المركز الأمريكي للعدالة العديد من الانتهاكات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، من بينها نحو 1,900 حالة اعتقال تعسفي وآلاف حالات القتل، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام قد لا تعكس الحجم الحقيقي للفظائع التي تعرضت لها النساء خلال سنوات الحرب.

شهادات نسائية من قلب المعاناة


خديجة (35 عامًا)، وهي نازحة من تعز، تحكي قصتها قائلة: "فقدت زوجي في قصف جوي، واضطررت للنزوح مع أطفالي إلى مخيم لا تتوفر فيه أي خدمات أساسية. نُعاني من الجوع والمرض، ولا أحد يمد لنا يد العون".

أما سعاد (28 عامًا)، من الحديدة، فتروي كيف اختُطف شقيقها من قبل ميليشيا الحوثي، تاركًا عائلته بلا معيل: "بعد اختطاف أخي، لم يعد لدينا أي مصدر للدخل. اضطررت للعمل في تنظيف البيوت، لكنني أتعرض للمضايقات بشكل مستمر، حتى المساعدات الإنسانية لا تصل إلينا".

تداعيات النزوح والانهيار الاجتماعي


وأوضح المركز الحقوقي أن النساء اليمنيات يُعانين بشكل مضاعف، ليس فقط من الانتهاكات المباشرة، بل أيضًا من تداعيات النزوح القسري، حيث أجبر أكثر من 4 ملايين يمني على مغادرة منازلهم، وفق تقارير الأمم المتحدة. كما أشار إلى أن العديد من النساء فقدن أزواجهن بسبب عمليات الاختطاف أو القتل خلال النزاع المسلح، مما فاقم معاناتهن الاقتصادية والاجتماعية.

أزمة إنسانية خانقة وغياب المحاسبة الدولية

وصف التقرير الوضع في اليمن بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حيث تُواجه النساء أزمات معيشية وصحية خانقة، في ظل غياب آليات محاسبة حقيقية لمرتكبي الانتهاكات. وانتقد المركز ضعف تحرك المجتمع الدولي، داعيًا إلى توفير دعم إنساني عاجل يشمل الرعاية الصحية وخدمات الصحة الإنجابية والنفسية للنساء المتضررات.



الأمم المتحدة: 10 ملايين امرأة وفتاة بحاجة إلى مساعدات عاجلة

في السياق ذاته، كشفت الأمم المتحدة أن ما يقارب 10 ملايين امرأة وفتاة في اليمن يُعانين من الجوع والعنف، ويحتجن إلى مساعدات منقذة للحياة. وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن، أوضح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن 9.6 ملايين امرأة وفتاة يُواجهن انهيار نظام الرعاية الصحية، بينما تُعاني 1.3 مليون امرأة حامل أو أم جديدة من سوء التغذية، مما يُشكل تهديدًا خطيرًا على حياتهن وحياة أطفالهن.

معدلات مرتفعة للعنف والتمييز ضد النساء

وأشار فليتشر إلى أن اليمن يُسجل أعلى معدل لوفيات الأمهات في الشرق الأوسط، حيث تُواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة من التعرض للعنف والاستغلال. كما كشف أن 1.5 مليون فتاة يمنية لا يزلن خارج التعليم، مما يحرمهن من فرص مستقبلية، ويجعلهن أكثر عرضة للزواج المبكر، حيث تُزوَّج نحو ثلث الفتيات قبل بلوغهن 18 عامًا.

تحذيرات أممية من مستقبل قاتم للنساء في اليمن

حذّر فليتشر من الصورة القاتمة للوضع الإنساني الذي تُواجهه النساء والفتيات في اليمن، مؤكدًا أن تأثير الصراع عليهن كان "مدمرًا وغير متناسب"، حيث عانين لعقود من التمييز والتهميش، ويُواجهن اليوم تحديات غير مسبوقة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية.