الهاشمي الحامدي.. سياسي تونسي بدرجة "خادم متلون" للإخوان وقطر

الهاشمي الحامدي.. سياسي تونسي بدرجة
الهاشمي الحامدي

الازدواج والنفاق والتلون، هي أبرز سماته الشخصية، فلا يهتم بالمبادئ السياسية التي يروج لها، ولا بمصالح الشعب أو حتى الحياة الاجتماعية، وإنما مصلحته وأطماعه الشخصية فقط، فاتبع الهاشمي الحامدي أوامر قطر وتركيا ضد تونس.

من هو الهاشمي الحامدي؟


هو سياسي تونسي ورئيس تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية، سبق أن أسس تيار المحبة في 22 مايو 2013، ومؤسس وأمين عام لحزب المحافظين التقدميين الذي تتبع له العريضة الشعبية.

ولد في سيدي بوزيد بتونس، ونال شهادة الإجازة في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب من جامعة تونس عام 1985، ودرجة الماجستير عام 1990 من جامعة لندن في التاريخ والآداب العربية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ودرجة الدكتوراه من قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن عام 1996.

خلال دراسته بالجامعة، عينه راشد الغنوشي، زعيم الحركة الإخوانية، خطيبًا بمسجد صغير تابع للحركة، ليتلمق للإخوان والنظام معا في نفس الوقت حينها عبر مقالاته الأسبوعية بصحيفة "الصباح" اليمينية التونسية.

في البداية، عمل في صحيفة الشرق الأوسط السعودية كمحرر وكاتب لصفحة لقسم الدين والتراث اليومية منذ  1988 حتى 1991، حيث تركها للعمل في مجلة العالم الإيرانية، ثم أسس صحيفة المستقلة التي كانت تصدر بشكل أسبوعي عام 1993، ومجلة الدبلوماسي الفصلية عام 1996، ثم اتسع نفوذه وثرواته لتأسيس قناة المستقلة عام 1999 وقناة الديمقراطية عام 2005.

استغل قناته في التملق إلى نظام بن علي حينا، وأخرى وجه له انتقادات لاذعة لابتزازه، حيث كشفت وثيقة مسربة عقب الثورة التونسية أن الحامدي حصل على 150 ألف دولار سنويًا من وكالة الاتصال الخارجي كدعم لقناته "المعارضة" لبن علي.

العمل السياسي المتلون


خلال إقامته بالعاصمة البريطانية لندن، التي فر إليها بمساعدة الغنوشي، كمعارض تونسي سابق مقرب من زين العابدين بن علي وحزب التجمع الدستوري المنحل، لكنه حاول التقرب أو الانتماء في وقت لاحق لذلك النظام، وبعد الثورة أصبح الهاشمي الحامدي أحد أعضاء حركة النهضة الإسلامية التونسية قبل أن يخرج منها بسبب خلافه مع زعيمها راشد الغنوشي ويتحول إلى سياسي مستقل، ما يثبت ازدواجيته وتلونه.

واتضح ذلك بشدة من خلال فضائيته وجريدته "المستقلة" البعيدة تماما عن الاستقلالية أو المهنية، فمن خلالها سعى بشدة لتشويه خصومه ودعم الجهات المختلفة التي يتبعها بكل وقت ضمن بحثه عن مصلحته الشخصية.

بعد غيابه لفترة طويلة بلندن، ظهر لاحقا في العاصمة السودانية الخرطوم، بصحبة الغنوشي، عقب دعوة من حسن الترابي، مؤسس الحركة الإسلامية السياسية ذراع الإخوان، بعد اتفاقهم على نهب أموال السودانيين لإنشاء قناة "المستقلة" التي تدعم فكر الإخوان وقطر وتسيء للدولة وترجح التطرف والإرهاب.


الانقلاب على الإخوان


قبل الثورة التونسية، ورغم سنوات العسل والتقارب بين البلدين، لكن سرعان ما انقلب الحامدي على الغنوشي والإخوان، من خلال كتابه الذي أعلن فيه رفضه لفكر النهضة، والمثير للجدل أن ذلك جاء لخدمة نظام بن علي من أجل إصدار عفو في الحكم الغيبي ضده في المحاكم التونسية بالإعدام، وخرج عبر  قناة الجزيرة القطرية للدفاع عن نظام بن علي ضد راشد الغنوشي.

بعد فترة من ذلك، فشل في التقرب من النظام السابق، ليتحول فجأة إلى أكبر معارض لتونس وأكبر مناضل لحقوق الإنسان، وفقًا لما أسمته قناته، التي احتضنت المعارضين اليساريين ودعمت مساعيه في الترشح لرئاسة الجمهورية.

الفشل الذريع بدعم قطر


بعد نجاح الثورة التونسية أسس الحامدي تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية، وخاض عنه الانتخابات في مارس 2011، لكنه لم يتمكن من الفوز، ليعيد الكرة في 2019 ويتلقى خسارة فادحة أيضًا.

وفي خضم تلك الخسائر الفادحة، حصل الحامدي على دعم ضخم من الدوحة، لذلك أعلن مرارا دعمه للسياسة الخارجية القطرية وخرج عبر قنواتها وصحفها للإشادة بها وتجميل صورتها في أعقاب المقاطعة العربية، ولكنه سرعان ما انقلب عليها كغيرها أيضًا، عقب زيارة لمدة أسبوعين لم يحصل فيها على مبتغاه من المال القطري، ليفاجأ الجميع بسلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر" ضد قطر وبوقها الإعلامي "الجزيرة".

بعد تلك الحملة الضخمة من الهجوم على الدوحة، يبدو أنها حققت مبتغى السياسي التونسي، ليحصل على مال كبير، جعله يتراجع عن موقفه ويعود لأحضان قطر ويثني عليها ويحسن صورتها مرة أخرى.

ولم يقتصر الأمر على قطر فقط وإنما أيضًا دعم تركيا، وهو ما ظهر مؤخرًا في رفضه حملة المقاطعة ضد أنقرة بسبب تدخلات رئيسها في المنطقة ونشر الفوضى والإرهاب، وفي الوقت نفسه الهجوم على دول الرباعي العربي.