محمود حسين.. قائد أزمات الجماعة ومهندس الإطاحة بإبراهيم منير
يقود الإخواني محمود حسين الأزمات بين صفوف الجماعة
تتأجج الصراعات بين صفوف قيادات الإخوان بصورة غير مسبوقة، لتتناحر جبهتا إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، والأخرى لأنصار القيادي الإخواني والأمين العام السابق محمود حسين، ما وصل لحد تهديد الأول بالقتل.
الخلاف بين منير وحسين
وترجع تلك الصراعات المتأججة حاليا إلى عدة أسباب، آخرها قرار إبراهيم منير، الأربعاء الماضي، بفصل قيادات عليا بالجماعة سبق أن أعلن إحالتها للتحقيق وآخرين لم يسمهم، لاعتباره "إقدامهم على قرارات لشق الصف وإحداث بلبلة".
كما قرر مسبقا منير، إيقاف 6 من أعضاء شورى الجماعة (أعلى هيئة رقابية)، وإحالتهم للتحقيق، وأبرزهم محمود حسين، ومدحت الحداد، وهمام يوسف، وجميعهم خارج مصر، قائلاً: إن القرارات، دون توضيحها، التي اتخذتها تلك القيادات، "باطلة لمخالفتها اللائحة ولخروجها من غير ذي صفة"، وأن من ساهم فيها "أخرج نفسه من الجماعة".
في حين أن صفوف الجماعة تشهد حالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بإحدى الدول، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، بالإضافة إلى تأجيل ما تسمى الانتخابات الداخلية "الوهمية" التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء ما يسمى مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
وتلقى إبراهيم منير، تهديدات بالقتل، من أحد العناصر الداخلية المحسوبة على جبهة خصمه محمود حسين، ما اضطره لتعزيز الحراسة الشخصية عليه وعلى أسرته في منزله ومقر عمله بلندن.
بداية محمود حسين
ولد محمود حسين، في 16يوليو 1947 بمدينة يافا في فلسطين، وعاش فترة من حياته في رفح حتى نهاية المرحلة الثانوية، وبعد نكسة 1967 انتقل لمدينة أسيوط مع أسرته وتخرج عام 1971 في كلية الهندسة جامعة أسيوط، وعمل معيداً بالكلية.
وبسبب انتمائه للإخوان، سبق اعتقاله عدة مرات، أبرزها في مداهمة منزل رجل الأعمال نبيل مقبل في أغسطس 2007.
هو عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وأمين عام الجماعة خلفا للدكتور محمود عزت، حيث انضم لمكتب الإرشاد بعد وفاة الشيخ أبي الحمد ربيع ليمثل الصعيد.
العمل مع الإخوان
انضم محمود حسين لصفوف جماعة الإخوان عام 1978 بعدما تعرف على مصطفى مشهور في الخارج، وهو نفس العام الذي حصل فيه على منحة للدراسة بأميركا وهناك شغل منصب الأمين العامّ لرابطة الشباب المسلم العربي بأميركا وكندا عام 1982 ثم رئيسا للرابطة في العام التالي.
عمل مع مجموعة من رجال مصطفى مشهور في تشكيل منظمة إسلامية تضم عدة دول هي رابطة الشباب المسلم العربي وفي غضون عام أصبح محمود حسين أمينا عاما لهذه الرابطة.
انتخب حسين عضوًا بالمكتب الإداري للجماعة بأسيوط عام 1985 واستمر في هذا المنصب خمس سنوات، حتى بعد عودته من أميركا بعد الحصول على درجة الدكتوراه.
ألقي القبض عليه 3 مرات وحُكم عليه عام 1995 في أول محكمة عسكرية بتاريخ الإخوان في عهد مبارك المعروفة إعلاميا بـ"القضية العسكرية للإخوان"، ثم اعتُقل عام 2007 وأُفرج عنه لإجراء عملية قلب مفتوح وكانت الأخيرة في يونيو 2009 ولمدة 115 يومًا ضمن حملة مداهمات سبقت قضية التنظيم الدولي بأيام.
كما ثبت تورطه بالتحريض والتطرف في ضوء التحريات التي توصلت إلى اشتراكه بالاتفاق والتحريض على ارتكاب الجرائم أمام دار الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013، بين محتجين يريدون عودة الرئيس المعزول محمد مرسي والقوات التي تقوم بحماية المنشأة العسكرية أدى ذلك لمقتل 61 شخصا.
بعد ثورة ٣٠ يونيو في مصر، فر حسين إلى تركيا التي احتضنت قيادات الإخوان، ليصبح الأمين العام للجماعة، لكنه تعرض لانتقادات عديدة ووصفوا فترة إدارته لشؤون الجماعة في الخارج بالسيئة، واتهموه بعدم الشفافية والإقصاء ما تسبب في الإرباك الشديد على الصعيد الخارجي للجماعة خلال الفترة الماضية.
وتصاعدت الخلافات بعد إصدار حسين، بيانا قال فيه: إن أجهزة الإخوان ومؤسساتها تعمل، وإن محمود عزت نائب المرشد وينفذ مهامه، فيما رفضت الإخوان ذلك، وشن شباب الجماعة هجوما عليه، واعتبروه محاولة انقلاب.