تقرير استخباراتي أمريكي يكشف مخططات إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية
تقرير استخباراتي أمريكي يكشف مخططات إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية

أفادت تقارير استخباراتية أمريكية، أن إسرائيل تدرس إمكانية شن ضربات واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية خلال العام الجاري، مستغلةً حالة الضعف التي تمر بها إيران، حسبما ذكر مسؤولون مطلعون على التقرير، والذي نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتابعت الصحيفة، أنه تم تضمين هذا التقييم ضمن تقرير تحليلي أعدته وكالات الاستخبارات الأمريكية مع بداية العام الجديد، مشيرة أن إسرائيل ترى فرصة مواتية للتحرك ضد إيران بسبب تدهور قدراتها خلال العام الماضي.
دوافع إسرائيلية
خلصت الاستخبارات الأمريكية، إلى أن إسرائيل تعتقد أن فرصتها لتنفيذ هذه الضربات قد تكون أكبر في ظل إدارة ترامب السابقة، حيث رأت أن الرئيس الأمريكي الحالي في إدارته السابقة كان أكثر ميلاً لدعم الهجمات مقارنة بالرئيس جو بايدن.
كما أشارت التقارير، أن إسرائيل تخشى أن تكون نافذة الوقت المتاحة لوقف تقدم إيران نحو امتلاك أسلحة نووية قد أصبحت ضيقة للغاية.
وفي تقرير ثانٍ أُعد خلال الأيام الأولى من إدارة ترامب، تم إعادة التأكيد على أن إسرائيل تضع هذه الخطط ضمن استراتيجياتها لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
تعقيدات المخططات الإسرائيلية
ويشير مسؤولون عسكريون أمريكيون، أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، التي تتمتع بتحصينات قوية، سيتطلب دعمًا عسكريًا أمريكيًا ومعدات متطورة.
ورغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُعلق على التقارير، فإن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا مرارًا أن الوضع الحالي يوفر فرصة للتحرك بشكل أكثر عدوانية تجاه إيران.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في نوفمبر الماضي: "إيران أصبحت أكثر عرضة للضربات على منشآتها النووية، لدينا فرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو إحباط وإزالة التهديد الوجودي لدولة إسرائيل".
إيران في موقف ضعيف
إيران، التي سبق أن هددت بالرد على أي هجمات على منشآتها النووية، أصبحت الآن في موقف أضعف بكثير بعد الضربات الإسرائيلية العام الماضي، والتي استهدفت مواقع عسكرية تقليدية، كما عانت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله وحماس، من خسائر كبيرة.
وتابعت التقارير الأمريكية، أنه إلى جانب ذلك، تعاني إيران من أزمة اقتصادية حادة ناجمة عن الفساد وسوء الإدارة والعقوبات الثقيلة؛ مما يجعلها أقل قدرة على مواجهة ضغوط دولية متزايدة.
ضربات مستبعدة
وأفادت التقارير، أنه في حين أن إدارة بايدن نجحت في الضغط على إسرائيل لتجنب ضرب المنشآت النووية الرئيسية الإيرانية العام الماضي، إلا أن النقاش حول توقيت وطبيعة أي ضربات إسرائيلية ما يزال مستمرًا.
ويعتقد محللون، أن أي ضربة ستكون معقدة، وستحتاج إلى استهداف مواقع متعددة بشكل شامل لضمان عدم قدرة إيران على إعادة بناء قدراتها النووية بسرعة.
ويتوقع أن تؤثر أي ضربة إسرائيلية على مسار الأزمات في الشرق الأوسط، التي تشمل الصراعات في غزة ولبنان وسوريا.
ومع تأكيد إدارة ترامب على اتباع سياسة الضغط الأقصى على إيران، ما يزال السؤال قائمًا حول ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى حلول دبلوماسية أم تصعيد عسكري شامل.
وفي الوقت ذاته، تستمر الجهود لتحقيق اتفاقيات تطبيع إقليمية جديدة، في مقدمتها بين السعودية وإسرائيل، في ظل أولويات متباينة بين التحركات ضد إيران والسعي لإنهاء النزاعات المستمرة في غزة ولبنان.