قطر ومصر وأمريكا يقدمون خطة سلام جديدة.. هل تنجح في إيقاف نيران غزة؟
قطر ومصر وأمريكا يقدمون خطة سلام جديدة.. هل تنجح في إيقاف نيران غزة؟

في خطوة جديدة نحو تحقيق هدنة في قطاع غزة، قدمت قطر ومصر والولايات المتحدة، يوم الأربعاء، مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وفقًا لمصدرين مطلعين تحدثا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتابع الموقع الأمريكي، أن هذا المقترح يأتي في ظل اعتقاد الوسطاء أن التنازلات الأخيرة التي قدمتها إسرائيل، والتي تم دمجها في الاقتراح الجديد، قد تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق قريب ينهي التوترات المتصاعدة في المنطقة.
أهمية الصفقة المقترحة
تتضمن الصفقة المطروحة هدنة لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، إلى جانب الإفراج عن 10 رهائن أحياء ورفات 18 رهينة متوفين، وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استغلال هذه الهدنة للتفاوض على اتفاق أوسع ينهي الحرب بشكل نهائي، مع وضع هيكلية حكم جديدة في غزة تستبعد حركة حماس من إدارة القطاع.
تطورات المفاوضات
خلال الأيام العشرة الماضية، شهدت المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة تقدمًا ملحوظًا في تقليص الفجوات بين الطرفين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة على المفاوضات. وقد التقى الرئيس ترامب، يوم الأربعاء، برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في البيت الأبيض، حيث ناقشا الصفقة المقترحة إلى جانب قضايا أخرى. وعلى الرغم من انهيار المحادثات بشكل متكرر خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ انهيار الهدنة السابقة، يرى الوسطاء الآن أن الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس يمكن التغلب عليها.
تفاصيل المقترح الجديد
قامت قطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، بصياغة المقترح الجديد الذي يعكس التقدم المحرز خلال الأيام العشرة الماضية.
يركز المقترح على قضيتين رئيسيتين: نطاق انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة خلال الهدنة، ونسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة إسرائيلي.
وفي هذا السياق، قدمت إسرائيل تنازلات كبيرة بشأن الأراضي التي ستحتفظ بها قواتها خلال الهدنة.
ففي حين كانت إسرائيل تصر سابقًا على الاحتفاظ بوجود عسكري في منطقة تمتد 5 كيلومترات شمال ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، قلصت هذا الطلب إلى 1.5 كيلومتر فقط، وهو ما يتماشى بشكل أكبر مع مطالب حماس بالعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا في الهدنة السابقة.
كما وافقت إسرائيل على تقليص وجود قواتها في محيط يبلغ عرضه حوالي كيلومتر واحد على طول أجزاء أخرى من حدود غزة.
تعديلات على نسبة التبادل
يتضمن المقترح الجديد تعديلات طفيفة على نسبة تبادل الأسرى، حيث كانت المقترحات السابقة تنص على الإفراج عن 125 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين، و1111 فلسطينيًا تم اعتقالهم في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن التعديلات في المقترح الجديد لن تشكل عقبة كبيرة في المفاوضات، رغم أن الطرفين لا يزالان بحاجة إلى التفاوض حول أسماء الأسرى المشمولين بالإفراج.
ومن جهة أخرى، اقتربت قضية توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة من الحل.
وطالبت حماس بألا يتم توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الهدنة.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن انسحاب إسرائيل من معظم المناطق الجنوبية في غزة، حيث تقع مراكز توزيع المساعدات، سيؤدي عمليًا إلى تحقيق هذا الطلب.
كما تجري مفاوضات منفصلة في مصر لتحديد دور القاهرة في توزيع المساعدات خلال الهدنة، بما يضمن عدم سيطرة حماس عليها.
مستقبل المفاوضات
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء القطري بقادة حماس في الدوحة يوم السبت لدفعهم نحو قبول المقترح الجديد.
ويعتقد الوسطاء القطريون أن التنازلات الإسرائيلية بشأن الانسحاب قد تفتح الباب أمام اتفاق نهائي.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن حماس قد تعبر عن بعض التحفظات على المقترح، لكنها لن تصل إلى حد تعطيل الصفقة.