أردوغان يضيق الخناق على وسائل الإعلام التركية المعارضة بحجة الزلزال

ضيق أردوغان الخناق على وسائل الإعلام التركية المعارضة بحجة الزلزال

أردوغان يضيق الخناق على وسائل الإعلام التركية المعارضة بحجة الزلزال
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بعد ساعات قليلة من حجب الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان منتدياً شعبياً تركياً شهيراً بتهمة بث أخبار كاذبة، بعد انتقاد للتعامل الحكومي مع كارثة الزلزال المدمر الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأتراك، واتهامه للجيش التركي بالتقاعس في إنقاذ الضحايا، فرض منظم وسائل الإعلام التركية غرامة على ثلاثة مذيعين بسبب تغطيتهم للزلزال في جنوب البلاد، حسبما قال مسؤول في المعارضة التركية انتقد القرار.

المحطات التلفزيونية المعاقبة

والـ 3 محطات هي تلفزيون هالك, تيلي 1 وفوكس، التي قامت بتسليم جميع الغرامات، محسوبة على أساس إيراداتها للشهر السابق، بسبب إبلاغهم عن أوجه القصور في استجابة الحكومة للزلزال.

حملة موسعة شبيهة

وأضافت صحيفة الجارديان البريطانية أن أردوغان أطلق من قبل حملة واسعة النطاق بعد انقلاب فاشل في عام 2016 وضع الكثير من وسائل الإعلام تحت سيطرة الحكومة وحلفائها التجاريين.

وأصدرت تركيا في أكتوبر قانونا يعاقب على نشر "الأخبار الكاذبة" بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ووفقا لـ"مراسلون بلا حدود"، احتلت تركيا المرتبة 149 من أصل 180 لحرية الصحافة في عام 2022.

فشل أردوغان 

وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان سيسعى إلى إعادة انتخابه هذا العام، ولكن أصبح تعامل إدارته مع الزلزال كأنه ساحة معركة رئيسية، حيث انتقدت العديد من العائلات المتضررة من الزلزال الحكومة لفشلها في الوصول إليهم وإنقاذ أحبائهم من تحت الأنقاض.

وقال إلهان تاشي، عضو مجلس إدارة الهيئة التنظيمية الذي رشحته أحزاب المعارضة التركية: إن تلفزيون هالك وتيلي 1 تم تغريمهما بنسبة 5٪ من إيراداتهما في يناير، وتم أمرهما أيضا بتعليق أحد برامجهم اليومية لمدة خمسة أيام.

وأضاف أن تلفزيون هالك وتلفزيون فوكس تم تغريمهما أيضا بنسبة 3٪ من مبيعاتهما في يناير بسبب مخالفات منفصلة.

وكتب: "كل هذه العقوبات استندت إلى تعليقات وأخبار بعد الزلزال، فنحن نعيش في وقت يعتبر فيه الإبلاغ جريمة.”

ووصف رئيس جمعية الصحافيين التركية نظمي بيلجين القرارات بأنها "جريمة" ضد المشاهدين، ووصف الهيئة التنظيمية بأنها "هيئة رقابة".

وقال:" بهذه العقوبات ، يرتكب المجرمون في هذا النظام جرائمهم، فهم الذين يتجاهلون حق الجمهور في تلقي الأخبار وحق ضحايا الزلزال في إبلاغه، جريمة كبيرة".

عار كامل 

ووصف رئيس تحرير محطة تيلي 1 ، ميردان يانارداغ، العقوبات بأنها "عار كامل".

وتعرف التلفزيونات الثلاثة بخطها التحريري الذي ينتقد سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان، و"خلق تي في" معروف بأنه مقرب من حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري".

ومن جهته، قال مدير تلفزيون "خلق تي في" جعفر ماهر أوغلو عبر تويتر: "مرة أخرى، لا يفاجئنا المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون بفرض عقوبات علينا. أولئك الذين وصلوا إلى السلطة منتقدين القمع يحظرون الآن كل شيء ويتوقعون منا الانصياع".

وبدوره، قال رئيس اتحاد الصحافيين في تركيا نظمي بلغين في بيان: "بتصرفه مثل هيئة رقابة، سيفشل المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في إخفاء الحقيقة من خلال معاقبة القنوات التي تبلغ عن محنة الناس في المنطقة المتضررة من الزلزال، يرتكب المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون جريمة بتجاهل حق الناس في أن يكونوا على علم". 

وتتعرض الحكومة التركية لانتقادات شديدة من المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة لضعف رد فعلها خلال الأيام الأولى في المناطق التي دمرها زلزال قوته 7.8 درجة.