الأولى منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.. ماذا وراء زيارة مودي إلى روسيا؟
الأولى منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.. ماذا وراء زيارة مودي إلى روسيا
زيارة لدعم روسيا في حربها الحالية ضد أوكرانيا، ولكن بشكل غير واضح للمعالم في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، شهدت خلالهما تطورات كبرى على مستوى السياسة العامة للعالم، وتحركات من الجانب الغربي نحو عزل روسيا عالميًا، وكذلك تطورات مؤخرًا نحو دعم صيني لوقف الحرب الحالية، لتأتى زيارة رئيس الوزراء الهندي "مودي" لروسيا لتشعل الأجواء بشكل جديد.
الهند رغم كونها دولة ذات ثوابت بعدم الدخول معسكر الحرب، إلا إنها تريد إثبات العلاقات المتينة مع الجانب الروسي، فيربط البلدان تطورات كبيرة على مستوى العلاقات بداية من انضمام الهند لتحالف البريكس الاقتصادي الذي بدوره يسعى لإنهاء سيطرة وهيمنة الولايات المتحدة على النظام الاقتصادي العالمي.
زيارة هندية لروسيا تعكس العلاقات
أقل من شهر فقط على أداء رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" اليمين لولاية ثالثة، ليقوم بزيارة هي الأولى لروسيا منذ بدء حرب أوكرانيا التي أثبتت تمسك الهند بعلاقة وطيدة مع روسيا، حيث إن الهند تقولها علنًا "لن نفرط في علاقتنا القوية مع روسيا" في تحدٍ صريح للإرادة الأمريكية التي تسعى جاهدة إلى استمالة مودي في سبيل عزل بوتين ومحاصرته.
وقال مودي - في بيان-: اتطلع إلى استعراض تعاوننا الثنائي مع صديقي فلاديمير بوتين، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية.
وأفادت وكالات الأنباء الروسية، بأن مودي وصل، بعد ظهر الإثنين، إلى روسيا، المزود رئيسي للأسلحة والنفط بأسعار جيدة إلى الهند، رغم أن مواجهتها مع الغرب وتقاربها مع الصين في إطار النزاع بأوكرانيا، تركا أثرًا على علاقاتها مع نيودلهي.
وأعلن الكرملين، أن مودي سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تطوير العلاقات الروسية الهندية الودية تقليديًا، وكذلك جدول الأعمال الدولي.
دلالات الزيارة
مباشرة وبعد الزيارة، أكدت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع الهند بشأن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لروسيا، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر - خلال مؤتمر صحفي-: "كما قلت أمس، أعربنا بشكل واضح عن قلقنا إزاء العلاقات بين الهند وروسيا"، مضيفًا أن واشنطن أعربت عن قلقها "مباشرة للحكومة الهندية ونواصل القيام بذلك، وهذا لم يتغير".
نيودلهي نفسها هي التي رفضت اتخاذ موقف واضح، حيث لم تدن علنًا الهجوم الروسي على أوكرانيا، وامتنعت عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو، وتواصل الهند، المؤيدة لعالم متعدد الأقطاب، في موازاة ذلك، تطوير علاقاتها في المجال الأمني مع الولايات المتحدة.
وقد زادت بمقدار 20 ضعفاً منذ عام 2021، ونما حجم التبادل التجاري بين الهند وروسيا إلى 50 مليار دولار في 2022، واستمر صعودًا ليصل إلى 65.7 في عام 2023، بعد أن تمكنت روسيا من جذب "نيودلهي" عبر تخفيضات أسعار النفط الروسي، إضافة إلى تسهيلات الدفع بعملات غير الدولار، كالروبية واليوان والدرهم الإماراتي، ما حول الهند إلى ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي عالميًا بنسبة 40% من الصادرات النفطية الروسية، ومنها ما أعادت الهند بيعه إلى أوروبا.