الحوثي تتكبد خسائر قاسية في مناطقها الاستراتيجية.. والميليشيا تلجأ للقاعدة وداعش
تواصل قوات العمالقة التقدم ودحر ميلشيا الحوثي الإرهابية
تكبدت ميليشيات الحوثي، هزائم قاسية على يد قوات الجيش اليمني والمقاومة المشتركة وذلك في محافظات تعز والحديدة ولحج ومأرب.
مدينة مأرب "الاستراتيجية" تمثل للحوثيين محورهم الإقليمي في المنطقة، وهدفًا رئيسيًا لنجاح مخططاتهم في اليمن وجنوب الجزيرة العربية.
الخسائر الكبيرة والهزائم المتتالية حتى في معاقلها، أفقدت ميليشيا الحوثي صوابها.
ميليشيات الحوثي كانت تعتقد أن سيطرتها على مأرب ستعني نجاح مشروعها في اليمن، لتجهز آلاف المقاتلين محملين بعتاد قوي لاقتحام المدينة لكنه لم يكفها لمواجهة صمود قوات الشرعية، التي نجحت في تحطيم أهدافهم على أسوار المدينة التاريخية في اليمن، لتبقى تساؤلات قوية عن أسباب إصرار الإرهابيين على المدينة، وكيف هزمت قواتهم؟
لماذا الإصرار على مأرب؟
محافظة مأرب الواقعة في الشمال الشرقي من العاصمة اليمنية صنعاء، تعد معقل قوات الشرعية اليمنية، وصمام أمان وحدة اليمن لموقعها الإستراتيجي بين شمال البلاد وجنوبه، وتضم وزارة الدفاع اليمنية، الموجود بها غرف عمليات إدارة المعركة في اليمن، فضلًا عن كون المدينة غنية بالنفط والغاز، وتضم محطة الغاز التي كانت قبل الحرب تغذي معظم محافظات اليمن بالتيار الكهربائي.
المدينة التي تحتضن أكثر من مليوني نازح، يشكلون أكثر من 50% من إجمالي نازحي البلاد، يسعى الحوثي للسيطرة عليها، بسبب موقعها ولتعزيز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مستقبلية، وفي حالة تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي، فإن ثروات مأرب كفيلة بتحقيق أهداف الميليشيات الانقلابية.
استراتيجية الحوثي
عملت الميليشيا الحوثية طوال العام الماضي في هجومها على قرى ومدن المحافظة على استخدام نظام الموجات البشرية وهو التكتيك العسكري نفسه الذي استخدمته القوات الإيرانية في حربها مع القوات العراقية في حرب الخليج، علاوة على استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية الإيرانية الصنع، والتي قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة، إنها “مجمعة من مكونات مصدرها خارجي وشحنت إلى البلاد”، وأن “قاصف” أو “المهاجم” متطابق تقريبًا مع “أبابيل-تي” التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.
ميليشيا الحوثي زجت بآلاف المدنين منهم الأطفال في المعركة ما مكنها من السيطرة على مواقع استراتيجية مثل معسكر “كوفل” وجبل هيلان ومديرية العبدية” وغيرها، وتركزت المعارك في الجانب الغربي من المحافظة، خصوصًا مديرية صرواح التي تبعد عن وسط مدينة مأرب نحو 25 كيلومترًا.
مقاومة قوات الشرعية
وكشف تقرير لمؤسسة رؤية قوات الشرعية ممثلة في الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تمكنت من مواجهة الهجمات الحوثية وتغيير المعادلة من الدفاع إلى الهجوم، لكن في بداية الحملة الحوثية على محافظة مأرب تسبب الضغط العسكري في تقدم الميليشيا الحوثية، وبحسب الجيش اليمني فإن قيادات في الحرس الثوري الإيراني كان منهم السفير الإيراني الراحل في صنعاء حسن إيرلو أداروا المعارك.
وأعلن الجيش اليمني إسقاط عشرات الطائرات المسيرة وصد عشرات الهجمات الواسعة للميليشيات الحوثية على امتداد جبهات غرب وجنوب مأرب، ودعم علماء اليمن أفراد الجيش والمقاومة الشعبية على جبهات القتال، ما مكن قوات الشرعية من تحرير محافظة شبوة، ومديرية حريب في مأرب، وكامل عقبة ملعاء الاستراتيجية جنوبي مأرب، وجبل هيلان ومناطق استراتيجية أخرى جنوبي المحافظة.
خسائر الحوثيين في المعارك
الحوثيون اعترفوا بمقتل نحو 14700 حوثي منذ يونيو الماضي خلال المعارك مع قوات الشرعية والتحالف العربي، لكن التحالف العربي أكد مقتل 27 ألفًا من الحوثيين في المعركة الدائرة بالمحافظة.
وتحدثت مصادر حكومية عن مقتل 1250 مقاتلاً من عناصر القوات الموالية للحكومة في الفترة ذاتها، ونزوح نحو أكثر من 20 ألف شخص من المنطقة منذ مطلع سبتمبر الماضي، وأشار محافظ مأرب سلطان العرادة، إلى أن اليمن يخوض معركة وجود” تختلف عن المعارك الأخرى، متابعًا: “مشكلتنا مع الميليشيا لن تنتهي إلا بانتهاء الفكر الذي يريدون فرضه بالسلاح وترك السلاح للحكومة المختصة بهذا الشعب”.
انتصارات متتالية
وأعلنت قوات الجيش اليمني، تحرير مواقع عسكرية جديدة من قبضة ميليشيات الحوثي؛ وذلك في معقلها الأم بمحافظة صعدة، أقصى شمالي البلاد. ونفذ الجيش اليمني هجوماً خاطفاً على مواقع ومرتفعات استراتيجية في جبهة «الرزامات» في مديرية الصفراء شمالي شرق المحافظة الحدودية مع السعودية.
وأحرزت قوات الجيش مكاسب ميدانية جديدة في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب، كبدت خلالها الحوثيين عشرات القتلى والجرحى ودمرت آليات مختلفة تابعة لهذه الميليشيات.
وقال قائد جبهة الجوبة، قائد اللواء 143 مشاة العميد الركن ذياب القبلي: إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية خاضت معارك شرسة متزامنة مع قصف مدفعي وجوي استهدف تعزيزات وتجمعات الحوثيين.
من جانبه، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، عن شن 14 استهدافاً ضد ميليشيات الحوثي في مأرب وحجة خلال ال24 ساعة الماضية.
وأكد التحالف تدمير 9 آليات عسكرية وخسائر بشرية بصفوف الميليشيات على الجبهتين.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف التحالف بقيادة السعودية، عملياته ضد ميليشيات الحوثي، في مسعى لتطويق الميليشيات التي تواجه خسائر كبيرة على الأرض خصوصاً في شبوة ومأرب على يد قوات العمالقة. وكانت مدينة مأرب إلى جانب أحيائها المكتظة بالسكان والنازحين تعرضت لقصف صاروخي عنيف خلال الساعات الأولى من الأحد. وأعلن موقع محافظة مأرب إطلاق ميليشيات الحوثي 7 صواريخ باليستية خلال ساعتين فجر الأحد، استهدفت الأحياء السكنية وتجمعات النزوح بمحافظة مأرب.
الميليشيات تستنجد بـ «القاعدة»
في العاصمة اليمنية صنعاء، عُقد اجتماع بين 7 من قيادات تنظيم القاعدة على رأسهم القيادي في التنظيم نايف الأعوج، وقيادات حوثية من جهاز ما يسمى بالأمن الوقائي «الاستخبارات»، في مقر الأمن القومي في منطقة «صرف» شمالي صنعاء، للتنسيق في عملية حشد مقاتلين.
وكشفت تقارير أن الميليشيات لجأت لعناصر «القاعدة» في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها في حشد مقاتلين لتعويض خسائرها في جبهات مأرب وحجة وقبلها شبوة، وفق ما ذكره موقع «نيوزيمن» الإخباري.
وأشارت إلى تنسيق مشترك بين الجانبين لبدء هجوم تجاه حقول النفط والغاز في مأرب.
وكانت الميليشيات الحوثية أعلنت مؤخراً التعبئة لعملية تحشيد واستنفار في مناطق سيطرتها، بعد رفض العديد من القبائل إمدادها بمزيد من المقاتلين، على خلفية عودة أعداد كبيرة من أبناء القبائل قتلى من جبهات شبوة ومأرب وأخيراً في حجة. ومؤخراً، لقي القيادي في تنظيم القاعدة حمزة محمد علي راوية، مصرعه أثناء مشاركته مع ميليشيات الحوثي في المعارك المحتدمة جنوبي محافظة مأرب.
وكان تقرير قدمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي، في مارس الماضي، قدم معلومات وحقائق استخباراتية مؤكدة، حول العلاقة الوطيدة بين ميليشيات الحوثي وكل من «القاعدة» و«داعش» الإرهابييْنِ.