محلل سياسي سوري: البيان المشترك يعكس عودة الاهتمام العربي بسوريا ودعم استقرارها
محلل سياسي سوري: البيان المشترك يعكس عودة الاهتمام العربي بسوريا ودعم استقرارها

في خطوة تعكس توافقًا إقليميًا واسعًا، أصدرت إحدى عشرة دولة عربية وإسلامية بيانًا مشتركًا الخميس، أكدت فيه دعمها الكامل لأمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، ورفضها القاطع لكل أشكال التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
وجاء البيان عقب اجتماعات مكثفة عقدها وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات والبحرين وتركيا والعراق وسلطنة عُمان وقطر والكويت ولبنان ومصر على مدى يومين، ناقشوا خلالها تطورات الأوضاع في سوريا ضمن رؤية موحدة تهدف إلى مساندة الحكومة السورية في جهود إعادة البناء على أسس تضمن الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السورية وحقوق جميع مواطنيها.
ورحب الوزراء بالاتفاق الذي أُنجز مؤخرًا لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مشددين على ضرورة تنفيذه بما يحقن الدم السوري ويحمي المدنيين ويعزز سيادة الدولة والقانون. كما أشادوا بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين ودعم جهود بسط الأمن ونبذ العنف والطائفية.
وفي سياق متصل، أدان البيان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، معتبرًا إياها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي واعتداءً على السيادة السورية يهدد وحدة البلاد ويقوض جهود إعادة الإعمار.
واختتم البيان بالتأكيد على أن استقرار سوريا وأمنها يمثلان ركيزة للأمن الإقليمي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم كل أشكال الدعم لجهود الحكومة السورية في إعادة البناء وتحقيق تطلعات شعبها.
قال المحلل السياسي السوري الدكتور كمال العلي إن البيان المشترك الصادر عن 11 دولة عربية وإسلامية يمثل رسالة قوية تؤكد أن دمشق عادت لتتصدر الأولويات الإقليمية، وأن هناك إرادة عربية جادة لدعم استقرار سوريا ووحدتها وسيادتها.
وأوضح العلي في تصريح للعرب مباشر أن الاتصالات التي أجراها وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات والبحرين وتركيا والعراق وعُمان وقطر والكويت ولبنان ومصر، وما أسفرت عنه من مواقف موحدة، تعكس تحولًا نوعيًا في النظرة الإقليمية للملف السوري، بعد سنوات من العزلة السياسية.
وأضاف أن الترحيب العربي بالاتفاق لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، والتأكيد على محاسبة المتورطين في التجاوزات، يبرهن على دعم واضح لسيادة الدولة السورية وجهودها في فرض القانون واحتواء النزاعات الداخلية.
وأشار العلي إلى أن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية من قبل وزراء الخارجية تُعد موقفًا متقدمًا يعكس وحدة الموقف العربي في مواجهة الانتهاكات التي تمس الأمن الإقليمي.
وختم العلي مؤكدًا أن هذه المواقف المشتركة ستفتح الباب أمام المزيد من التعاون العربي مع دمشق، سواء في ملفات الإعمار أو الملفات الأمنية، بما يضمن استعادة سوريا لدورها الفاعل في المنطقة.