بعد زيارة طهران.. كيف كشفت حماس عن أجندتها بالتحريض على الأردن

كشفت حماس عن أجندتها بالتحريض على الأردن

بعد زيارة طهران.. كيف كشفت حماس عن أجندتها بالتحريض على الأردن
صورة أرشيفية

في أعقاب الصراع المتجدد في قطاع غزة، تجد الأردن نفسها في مواجهة مع دعوات حركة حماس للتظاهر، التي أثارت جدلًا واسعًا في الشارع الأردني، ما دفع الحكومة الأردنية، التي طالما عُرفت بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، تصف هذه الدعوات بأنها محاولات لتشتيت الجهود وتهديد للأمن الوطني الأردني. 
 
تشتيت الجهود 

السلطات الأردنية وصفت هذه الدعوات بأنها "محاولات يائسة" تهدف إلى تشتيت الجهود، مؤكدة على استعدادها للتصدي لأي أعمال تخل بالأمن أو تمس الممتلكات العامة والخاصة. هذا الموقف يأتي على خلفية الأحداث التي شهدها مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، حيث تم التعامل مع محاولات التحريض بكل حزم. 

تصريحات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي دعت الأردنيين إلى النزول المستمر للشوارع، لاقت ردود فعل متباينة. وقد جاءت هذه التصريحات عبر تقنية الفيديو خلال فعالية نسائية في عمان، وتلت زيارة وفد من حماس إلى طهران. 

مراقبون أكدوا أن العلاقات بين الأردن وحماس، شهدت العديد من التحولات، وشددوا على أهمية عدم تدخل حماس في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع التركيز على ما يخدم الشعب الفلسطيني. 
 
انحراف حماس 

من جانبه، قال سميح المعايطة، وزير الإعلام الأردني الأسبق، التصريحات الأخيرة لقادة حماس بأنها "انحراف واضح عن البوصلة". 

وأكد على أن الأردن كان دائمًا في طليعة الداعمين لغزة، سواء إنسانيًا أو سياسيًا أو دبلوماسيًا، وأن حماس بدعواتها هذه قد أخطأت بحق الأردن. 

المعايطة أشار إلى أن دعوات حماس تهدف إلى الضغط على الأردن لإعادة العلاقات السياسية مع الحركة، بعد فترة من القطيعة.  

وأوضح أن حماس تحاول استغلال الدعم الشعبي في الأردن لأغراضها الخاصة؛ مما يعد خطأ فادحًا يتنافى مع التعاطف الأردني مع القضية الفلسطينية. 
 
الرد الأردني 

فيما يتعلق بكيفية تعامل الأردن مع دعوات حماس، أكد المعايطة أن الأردن اتخذ إجراءات جادة، سواء كانت معلنة أو غير معلنة، معتبراً أن القانون هو الفيصل في هذه القضايا. 

وأضاف أن التعاطف مع غزة لن يكون مدخلاً لحماس للضغط على الأردن، وأن أي تظاهرات تهدد الأمن الأردني لا تخدم سوى أجندة قادة حماس في الخارج. 
 
تجاوز التحديات 

في السياق ذاته، يقول الدكتور زيد النواسة، المحلل السياسي الأردني: إن التضامن مع فلسطين يمكن أن يتخذ أشكالًا عديدة بعيدًا عن الفوضى، مشددًا على احترام سيادة كل دولة وظروفها الخاصة. 

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن العلاقة المتأزمة بين الأردن وحماس، تحتاج إلى تسوية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. 

وتابع النواسة، في ظل التحريض الذي تبع زيارة وفد حماس لطهران، يؤكد على أن الأردن يمر بمرحلة حساسة، معربًا عن ثقته في حكمة القيادة الأردنية وقدرتها على تجاوز التحديات.