خبير: إيران تُعزز نفوذها في إفريقيا عبر تحالفات استراتيجية مع القاعدة والحوثيين
خبير: إيران تُعزز نفوذها في إفريقيا عبر تحالفات استراتيجية مع القاعدة والحوثيين

تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية من خلال شبكة من التحالفات السرية، التي تشمل تعاونًا متزايدًا مع تنظيم "القاعدة"، وهو ما أثار القلق الدولي بشأن الاستقرار الإقليمي والأمني في المنطقة. وفي هذا السياق، يبرز دور الميليشيات الحوثية في اليمن وجماعة الإخوان في تحركات إيران، حيث يُعتقد أن هناك تنسيقًا وثيقًا بينهم في مجالات متعددة، من بينها الدعم اللوجستي والمالي.
التعاون الإيراني مع "القاعدة" في إفريقيا
وفقًا لتقارير أمنية دولية، كشفت مصادر مطلعة أن إيران بدأت في توسيع نفوذها في أفريقيا من خلال تقديم الدعم لتنظيم "القاعدة" في بعض الدول، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء. هذا التعاون يشمل تزويد التنظيم بأسلحة وموارد مالية، مقابل دعم القاعدة للنفوذ الإيراني في المنطقة. ويُعتقد أن هذه العلاقات قد تساعد إيران على توسيع دائرة تأثيرها في دول مثل مالي، النيجر، وتشاد، حيث تعاني هذه البلدان من هشاشة أمنية وسياسية.
دور الحوثيين في دعم التحركات الإيرانية
التحركات الإيرانية في إفريقيا ليست محصورة فقط في التعاون مع "القاعدة"، بل تشمل أيضًا دعم الميليشيات الحوثية في اليمن. تشير التقارير إلى أن إيران قد أرسلت أسلحة متطورة وأجهزة لوجستية إلى الحوثيين، ما يُساهم في تقوية علاقتهم مع المجموعات المسلحة في أفريقيا. علاوة على ذلك، يُعتقد أن إيران تستخدم الحوثيين كحلقة وصل لتوسيع نفوذها في بعض الدول الإفريقية التي تعاني من صراعات داخلية.
دور جماعة الإخوان المسلمين في اليمن
جماعة الإخوان في اليمن، وتحديدًا فرعها في "التجمع اليمني للإصلاح"، تظل أحد الحلفاء المهمين لإيران في المنطقة، رغم التوترات السياسية. وتعمل الجماعة على تعزيز تواجدها في الجنوب اليمني وتوسيع نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، ويُعتقد أن إيران تسعى للاستفادة من تحالفات جماعة الإخوان مع بعض الميليشيات في دول مثل الصومال والسودان، حيث تعتبر هذه العلاقة جسرًا يمكن أن يربطها مع حركات إسلامية متطرفة في إفريقيا.
القلق الدولي والتحركات المستقبلية
هذه التحركات الإيرانية، المدعومة من "القاعدة" والحوثيين وإخوان اليمن، تثير قلق العديد من الدول الغربية والعربية، التي تتابع عن كثب توسع النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تتزايد المخاوف بشأن خطر انتشار الإرهاب والتطرف في القارة الإفريقية نتيجة لهذه التحالفات.
وأكد محمد محسن أبو النور، الخبير في شؤون إيرانية، أن طهران تسعى بشكل متسارع إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية من خلال تحالفات استراتيجية مع تنظيم "القاعدة" وميليشيات الحوثيين في اليمن، إضافة إلى جماعة الإخوان في بعض البلدان.
وفي تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، أشار أبو النور إلى أن إيران تنتهج سياسة توسعية في إفريقيا عبر دعم جماعات متطرفة تعمل في مناطق تشهد صراعات مستمرة، مثل منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف أن طهران تستخدم هذه الجماعات كأدوات لتعزيز نفوذها الجيوسياسي، خصوصًا في دول مثل مالي والنيجر وتشاد، التي تُعاني من انعدام الاستقرار الأمني.
وقال أبو النور إن التعاون بين إيران وتنظيم "القاعدة" يتمثل في تزويد التنظيم بالموارد المالية والأسلحة، فضلًا عن التدريب اللوجستي، كما لفت إلى أن إيران قد استغلت هذه التحالفات لتوسيع نفوذها، مما يُشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
وبخصوص دور الحوثيين، أضاف أبو النور أن إيران تعتمد على الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه للحوثيين في اليمن لتوسيع نطاق تأثيرها في المنطقة، وأكد أن هذا التعاون يشمل تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة وآليات لوجستية، مما يساعدهم على توسيع وجودهم في اليمن ويمنح إيران أداة إضافية للضغط على دول المنطقة.
وختم الخبير في شؤون إيرانية بأن جماعة الإخوان في اليمن، التي تُعد حليفًا مهمًا لإيران في بعض الحالات، تواصل تعزيز وجودها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وهو ما يعكس تعزيز العلاقة بين طهران وهذه الجماعة في إطار تحركاتها الاستراتيجية في المنطقة.
وتابع أبو النور أن هذه التحالفات تُثير القلق الدولي، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين الدول الإقليمية والدولية لمواجهة هذه التهديدات ومنع إيران من توسيع دائرة نفوذها عبر الجماعات الإرهابية والمتطرفة.