طهران تتهم مفتشي الطاقة الذرية بالتجسس عبر أحذيتهم

طهران تتهم مفتشي الطاقة الذرية بالتجسس عبر أحذيتهم

طهران تتهم مفتشي الطاقة الذرية بالتجسس عبر أحذيتهم
البرنامج النووي الإيراني

في تصعيد غير مسبوق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف محمود نبويان، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن سلطات بلاده اكتشفت شرائح تجسس مزروعة داخل أحذية عدد من مفتشي الوكالة خلال زيارتهم لمواقع نووية إيرانية.

الاتهامات الجديدة، التي وُجهت خلال مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية، أثارت موجة من التساؤلات حول مستقبل التعاون بين إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة، خاصة بعد توجيه طهران تهديدات مباشرة بوقف التعامل الكامل مع الوكالة.

شرائح في الأحذية وأسرار تتسرب للصحف

وبحسب نبويان، فإن الاكتشاف تم أثناء عمليات تفتيش روتينية أجراها مفتشو الوكالة لمواقع نووية في نطنز ومناطق أخرى، حيث تبين أن بعض المفتشين كانوا يحملون أجهزة تجسس إلكترونية صغيرة مخفية داخل أحذيتهم، يُعتقد أنها كانت تُستخدم لتسجيل معلومات أو بثها إلى جهات خارجية.

وأضاف النائب، أن إيران لاحظت تسرب معلومات سرية متعلقة ببرامجها النووية إلى الصحف الإسرائيلية والأميركية قبل حتى أن تُناقَش تقاريرها مع الوكالة، وهو ما اعتبره دليلاً قاطعًا على أن الوكالة لم تكن طرفًا نزيهًا، بل شريكًا في عملية تجسس منظمة.

تساؤلات عن دور إسرائيل وازدواجية المعايير

تساءل نبويان عن مصادر معلومات الوكالة حول المنشآت النووية الإيرانية قائلاً: كيف يعرفون أن لدينا منشآت نووية في نطنز؟"، مشيرًا ذأن تلك المعلومات تأتي إما من الأقمار الصناعية الأميركية أو من اختراقات أمنية تقودها إسرائيل.

وتابع: "إسرائيل ليست عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، فلماذا تستمعون إليها؟"، في إشارة مباشرة إلى ما وصفه بتواطؤ غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع الجهات المعادية لإيران، مؤكدًا أن تقارير إيران النووية يتم مشاركتها سرًا مع تل أبيب.

وثائق إسرائيلية بيد الاستخبارات الإيرانية

في مفاجأة لافتة، صرح نبويان، أن وزارة الاستخبارات الإيرانية استولت على عشرة ملايين وثيقة سرية من إسرائيل، وقال: "من المثير أن نكون نحن أعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي ونقدم تقاريرنا بشفافية، بينما تُسرب الوكالة هذه المعلومات لإسرائيل التي لا تخضع لأي رقابة دولية".

وشدد على أن بلاده تملك أدلة دامغة على وجود عمليات تجسس تمت عبر الوكالة الدولية، متهمًا رافائيل غروسي شخصيًا بخرق بروتوكولات السرية وتسليم تقارير سرية لجهات خارجية.

وقف التعاون رسميًا.. والشارع الإيراني غاضب

في خطوة تؤكد التصعيد، أوقفت طهران رسميًا تعاونها مع الوكالة، وذلك بعد مصادقة الرئيس مسعود بزشكيان على قانون جديد أقره البرلمان الشهر الماضي. وتعتبر هذه الخطوة أكبر ضربة للعلاقة بين إيران والوكالة منذ أكثر من عقد.

وتتهم طهران الوكالة بالانحياز الفاضح للولايات المتحدة وإسرائيل، لا سيما في أعقاب التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته البلاد خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع تل أبيب، وتخللتها عمليات قصف واغتيالات طالت علماء ومنشآت نووية إيرانية حساسة.

ضربات نووية وتعقيد في المشهد الدولي

لم تكن الاتهامات الإيرانية وليدة فراغ، بل جاءت بعد موجة من الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، ما تسبب في أضرار جسيمة لبنية إيران التحتية النووية، وشكل ضربة استراتيجية لطموحاتها في هذا المجال.

وفي ضوء هذه الأحداث، تتجه الأنظار إلى مستقبل العلاقة بين إيران والوكالة، وسط مخاوف من انهيار آليات الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني، ما قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد في المنطقة، وعودة شبح المواجهة المفتوحة.