مقتل أبو خديجة.. من هو الرجل الثاني في داعش الذي أسقطته الاستخبارات العراقية؟
مقتل أبو خديجة.. من هو الرجل الثاني في داعش الذي أسقطته الاستخبارات العراقية؟

في عملية أمنية معقدة نفّذتها القوات العراقية بالتنسيق مع القوات الأمريكية، أعلنت بغداد مقتل عبدالله مكي مصلح الرفيعي، المعروف بلقب "أبو خديجة"، والذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في تنظيم "داعش" الإرهابي، وأحد أبرز القادة المسؤولين عن عملياته العالمية، ويُعتبر مقتله ضربة قاصمة للتنظيم الذي فقد خلال السنوات الأخيرة العديد من قادته البارزين.
من هو عبدالله مكي مصلح الرفيعي؟
ينحدر عبدالله مكي الرفيعي من العراق، وتحديداً من محافظة الأنبار، وقد انضم إلى التنظيمات الإرهابية منذ سنوات، قبل أن يبرز كأحد القيادات المؤثرة داخل "داعش".
وتدرج في المناصب القيادية حتى تولى منصب "والي العراق وسوريا" في التنظيم، مما جعله مسؤولاً مباشراً عن العمليات العسكرية والتخطيط الاستراتيجي، إلى جانب الإشراف على عمليات التمويل وتنسيق أنشطة التنظيم في مختلف المناطق.
وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، كان الرفيعي مسؤولًا عن إدارة "مكاتب داعش" التي تغطي العراق وسوريا وتركيا ومنطقة الشام برمتها.
واعتبر من بين أهم القيادات التي ساهمت في إعادة هيكلة التنظيم بعد الضربات التي تلقاها في السنوات الماضية، حيث لعب دوراً رئيسياً في تنفيذ عمليات إرهابية، والتخطيط لهجمات داخل العراق وخارجه.
تفاصيل العملية التي أنهت مسيرته
في 13 مارس 2025، نفذت القوات العراقية، بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، عملية عسكرية دقيقة استهدفت "أبو خديجة" في صحراء الأنبار، حيث تم القضاء عليه مع أحد مرافقيه عبر ضربة جوية أعقبها إنزال للقوات الخاصة.
وأكد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن العملية جاءت بعد تعاون استخباراتي مكثف مع مجلس أمن إقليم كردستان، حيث تم تحديد موقعه بدقة، مما أدى إلى استهدافه بنجاح، كما ألقي القبض على عدد من العناصر المشتبه بهم خلال العملية، بينهم امرأتان، بالإضافة إلى خمسة مطلوبين آخرين في أربيل.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن مقتل الرفيعي يعد إنجازًا كبيرًا في الحرب ضد الإرهاب، مؤكدًا أن العراق مستمر في ملاحقة بقايا التنظيم لضمان عدم عودته مجددًا.
ردود الفعل الدولية
وقد أشاد القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، بالعملية، واصفًا"أبو خديجة" بأنه "أحد أهم القادة الدوليين في داعش"، ومسؤول عن التخطيط والتمويل وإدارة العمليات الإرهابية على نطاق واسع.
من جانبه، علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على العملية عبر منصته "تروث سوشل"، قائلاً: "اليوم تم القضاء على الزعيم الهارب لداعش، بفضل التعاون الوثيق بين العراق وحلفائنا".
ويعتبر مقتل "أبو خديجة" ضربة قوية لتنظيم داعش، خاصة أنه كان يشغل منصب "أمير اللجنة المفوضة"، وهي أعلى هيئة لاتخاذ القرارات داخل التنظيم. وكان دوره أساسيًا في تنسيق الهجمات الإرهابية وجمع التمويل وقيادة العمليات داخل العراق وسوريا، مما يعني أن مقتله قد يعرقل بشكل كبير أنشطة التنظيم، على الأقل في المدى القريب.
ويرى خبراء أمنيون أن التنظيم قد يُعاني من فراغ قيادي بعد خسارة أحد أبرز قادته، مما قد يدفعه إلى إعادة هيكلة قيادته أو تصعيد هجماته لإثبات وجوده.