تاريخ ممتد بين البلدين، مصر وموريتانيا حاضر مليء بالعلاقات المستدامة والجيدة ما بين الطرفين، والمستقبل في يد القادة. 

وفي ظل حالة من الزخم الدبلوماسي العربي بشكل عام، وخاصة بعد القمة العربية الأخيرة في جدة، حيث تنتهج فيه الدول العربية نهجاً لتسوية الخلافات وحل الأزمات، تأتي زيارة الرئيس الموريتاني إلى القاهرة لتعزيز العمل والصداقة بين مصر وموريتانيا. 
 
زيارة الرئيس الموريتاني 

الزيارة هي الأولى للرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني إلى مصر لمدة ثلاثة أيام 4-6 يونيو الجاري، وهي الخامسة للرئاسة الموريتانية إلى القاهرة منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو 2014، إذ سبق أن زار الرئيس الموريتاني السابق مصر في عام 2015 لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، وفي العام نفسه شارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كما زارها أيضا في عام 2016، وفي عام 2017 رأس وفدا للمشاركة في فعاليات منتدى شباب العالم، وخلال كل هذه الزيارات أُجريت محادثات رئاسية بين الجانبين تناولت مختلف مجالات التعاون الثنائي، إلى جانب مناقشة القضايا محل الاهتمام المشترك عربيا وإفريقيا وعالميا.

مذاكرات تفاهم واتفاقيات مشتركة 

استقبل الرئيس المصري نظيره الموريتاني لدى وصوله إلى مطار القاهرة، واتفق الجانبان، خلال مباحثاتهما في قصر الاتحادية بالعاصمة، على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، بجانب سرعة الإعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية. 

وتم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى وزيري الخارجية في شهر يوليو المقبل ليتم التوقيع خلالها على عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، بما يعزز أطر التعاون والشراكة المصرية الموريتانية ويحقق مصالح الشعبين.

وتحرص مصر على تعزيز التعاون مع موريتانيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، خاصة في قطاعات الصيد البحري والزراعة والثروة السمكية والحيوانية وصناعة الدواء.

تقارب مستمر 

ويحرص البلدان على التقارب بشكل مستمر، منذ السنوات الأولى لتولي الرئيس السيسي الحكم وكذلك توالت الزيارات على مستوى الوزراء في مجال مكافحة الإرهاب، بما فيه التنسيق بشأن التعاون الأمني ومكافحة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء.

وقد كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، عن ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر وموريتانيا لتسجل 42.9 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 38.5 مليون دولار خلال عام 2021، بنسبة ارتفاع 11.3%.

القمة الموريتانية قمة هامة

ويقول طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية الدولية: إن القمة المصرية الموريتانية قمة هامة، لاعتبارات متعلقة بإشكالية الإرهاب والدور الذي تلعبه فيه موريتانيا بدوائرها الثلاث، حيث تمثل إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، فهي دولة مهمة لحزام الأمن والمواجهة الإرهابية في العديد من الدول الإفريقية. 

وأضاف طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، وأيضا الدور الموريتاني في المغرب باعتبارها مهدئا للصراعات الجزائرية المغربية، كما أن لهل دوراً قوياً في الاتحاد الإفريقي، ولذلك تحرص مصر على تطوير وتنمية العلاقات في هذا التوقيت، بالإضافة إلى المشتركات الاقتصادية المتخصصة.