رفض شعبي وسياسي.. هل بدأ حزب الله كتابة نهايته في لبنان بتحدي الشعب والأحزاب؟

يواجه حزب الله رفضا شعبيا

رفض شعبي وسياسي.. هل بدأ حزب الله كتابة نهايته في لبنان بتحدي الشعب والأحزاب؟
صورة أرشيفية

يبدو أن حزب الله اللبناني بدأ يفقد زخمه في لبنان، بعد إعلان العديد من الأطياف السياسية رفض ممارسات الجماعة التي تُعدّ أكبر ذارع لإيران في لبنان والشرق الأوسط، حيث بدأت العديد من الأحزاب العمل على تحدي الجماعة واختيار مرشح رئاسة مختلف عن الذي اختارته الجماعة، فضلاً عن الاعتراض العلني على التدريبات العسكرية التي يقوم بها حزب الله علنًا ووصفها بأنها تقويض لقوة الدولة اللبنانية.

مرشح رئاسة مختلف

وأفادت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، بأن أحزاب مسيحية رئيسية ومستقلة ومعارضة قالت في لبنان أمس الأحد: إنها رشحت جهاد أزعور مسؤول صندوق النقد الدولي للرئاسة في تحد واضح لمرشح حزب الله سليمان فرنجية.

وتابعت الوكالة أن اجتماعا للأحزاب صادق على ترشيح أزعور، المدير الحالي لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي ووزير المالية اللبناني الأسبق، حيث لم يكن للبنان أي رئيس دولة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تعميق الشلل المؤسسي في بلد تتفاقم فيه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ سنوات.

كان حزب الله الموالي لإيران، القوة السياسية المسلحة الرئيسية في البلاد، وحليفته الشيعية أمل، قد دعموا فرنجية، 56 عامًا وريث سلالة سياسية مسيحية لبنانية قديمة، وقال النائب ميشال معوض المناهض لحزب الله، الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات في انتخابات الرئاسة غير الناجحة المتكررة، لكنه لم يكن كافيا للفوز، إنه سحب ترشيحه لصالح أزعور.

وقال نواب من المعارضة: إن الإجماع حول أزعور قد يساعده في الحصول على 65 صوتا المطلوبة في اقتراع سري من قبل المشرعين في البرلمان المؤلف من 128 عضوا لتولي المنصب المخصص لمسيحي ماروني في ظل نظام تقاسم السلطة الطائفي المعقد في البلاد.

ولم يعلن أزعور ترشيحه لكن مصادر سياسية تقول إنه عقد اجتماعات منفصلة مع مختلف الأحزاب وأعضاء البرلمان لمناقشة فرصه.

تقويض للدولة

ذكرت صحيفة " ناشيونال إنترست" الأميركية، أن حزب الله اللبناني أجرى سلسلة من المناورات العسكرية التي شملت استعراض القوة ووجود مئات المقاتلين الذين يحملون ذخيرة حية وأسلحة متطورة كتلك التي يستخدمها الجيش الوطني، باستثناء أن هذه التدريبات لم تكن تابعة للقوات المسلحة اللبنانية بل للجناح المسلح لحزب الله.

وتابعت أن الخبراء والأحزاب السياسية في لبنان ترى أن هذه التدريبات تشكل استخفافاً صارخاً بسلطة الدولة اللبنانية والقانون الدولي، ويؤكدون أن الحزب يريد هذه الأسلحة الفتاكة والثقيلة من أجل الحفاظ على الحصانة من قانون الدولة.

قال شخص من جنوب لبنان: "حزب الله استولى على نصف بيروت في تحدٍ صريح للحكومة هذه الحادثة أبرز مثال على عدم قدرة الشعب على الثقة بالجماعة التي لها أجندات خارجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن السياسيين وأعضاء الأحزاب السياسية المختلفة المعارضة لحزب الله والمدافعين عن سيادة الدولة استنكروا التدريبات العسكرية لحزب الله. 

واعترف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن هذه المناورات تمثل تحديًا لدور الحكومة في الدفاع عن لبنان، لكنه أضاف أن الوضع معقد للغاية بحيث لا تستطيع الدولة التصرف بمفردها. 

وقال ميقاتي "الحكومة اللبنانية ترفض أي عمل ينتقص من سلطة الدولة أو سيادتها ، لكن موضوع سلاح حزب الله يتطلب إجماعا وطنيا شاملا".

تساءل البعض عن الدافع والتوقيت وراء تدريب حزب الله، حيث تساءلت نجاة صليبا، العضوة المستقلة في البرلمان اللبناني، عن سبب قيام حزب الله باستعراض للقوة الآن، إذا كانت إسرائيل ولبنان قد اتفقتا العام الماضي على عدم استخدام العنف كجزء من اتفاق الحدود البحرية المتفاوض عليه. 

وأضافت صليبا: "أريد أن أسأل حزب الله ما إذا كانت هذه التدريبات العسكرية تتماشى أو تتعارض مع الصفقة التي وقعوا عليها بشأن الحدود البحرية، ألم يوقعوا على اتفاقية عدم استخدام العنف؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يظهرون قوتهم داخل لبنان؟ على الرغم من أنها ليست اتفاقية سلام"، لذلك فسر البعض هذه التدريبات واستعراض القوة على أنها طريقة الحزب لتذكير خصومه الداخليين بمن له السلطة في لبنان.

يعتبر ميشال معوض، المرشح الرئاسي السابق وأحد أعلى الأصوات في البرلمان أن مثل هذه التدريبات تعقد أزمات لبنان وتجعل حلها صعبا.

وقال معوض: "كيف سيتمكن لبنان من الخروج من نفق الانهيار، وإعادة بناء الدولة والمؤسسات والاقتصاد، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، بينما يواصل حزب الله العمل بمنطق إخضاع الدولة وانتهاك الدستور وقوانين الجمهورية اللبنانية؟".