أضواء المونديال تفشل في تشتيت الغضب العالمي للانتهاكات القطرية
فشلت أضواء المونديافي تشتيت الغضب العالمي للانتهاكات القطرية
لم تنجح مباريات مونديال قطر 2022 في التعتيم على أزمات حياة العمال والانتهاكات التي يتعرضون لها في قطر، حيث تعتقد منظمة العفو الدولية أن الآلاف منهم تعرضوا لاستغلال وإرهاق غير إنساني.
ضحايا الموت المفاجئ
أكد تحقيق نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، وفاة خمسة من هؤلاء العمال، تتراوح أعمارهم بين 32 و40، ماتوا فجأة، وفقا لجماعة حقوق الإنسان، أحدهم هو "سوجان مياه"، من بنغلاديش، عثر عليه زملاؤه ميتًا في سريره في 24 سبتمبر 2020، وكان الشاب البالغ من العمر 32 عامًا يعمل كمنشئ أنابيب في مشروع في الصحراء حيث تجاوزت درجات الحرارة في قطر 40 درجة مئوية في الأيام الأربعة التي سبقت وفاته، كما توفي "تول بهادور غارتي"، من نيبال، أثناء نومه في 28 مايو 2020، بعد أن عمل الشاب البالغ من العمر 34 عامًا في نوبة بناء لمدة 10 ساعات في درجات حرارة وصلت إلى 39 درجة مئوية، وبالمثل، توفي "سومان مياه"، البالغ من العمر 34 عامًا، من بنغلاديش، بعد أن قام بالعمل لفترات طويلة في درجة حرارة تبلغ 38 درجة مئوية، وتابعت أن هؤلاء العمال المهاجرين توفوا في الفترة التي سبقت كأس العالم في قطر حسب منظمة العفو الدولية، وسجلت شهادات وفاة سوجان وتول وسومان سبب الوفاة على أنه "قصور حاد في القلب نتيجة لأسباب طبيعية، وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن الضحية الثالثة هو "يام بهادور رانا" البالغ من العمر 34 عامًا، حارس أمن من نيبال، قضى ساعات طويلة في العمل في الخارج تحت أشعة الشمس، وتوفي في 22 فبراير 2020، تم توثيق سبب وفاته على أنه "فشل قلبي تنفسي حاد لأسباب طبيعية"، أما الرابع هو "مانجور خا باثان"، من نيبال، قد اشتكى من توقف مكيف الهواء الخاص به عن العمل قبل أن ينهار في مقصورته في 9 فبراير من العام الماضي، حيث لفظ العامل الذي كان يعمل كسائق شاحنة ويبلغ من العمر 40 عامًا والذي كان يعمل من 12 إلى 13 ساعة يوميًا، قبل وصول سيارة إسعاف.
تعتيم قطري
تعرضت قطر لانتقادات بسبب الطريقة التي يُعامل بها الأجانب عندما يذهبون إلى الدولة الغنية بالنفط للعمل، وأخبرت منظمة العفو الدولية عن هؤلاء الرجال لتذكير الجميع بالعمال الذين "عانوا من انتهاكات لا توصف" في الفترة التي تسبق كأس العالم، بحسب الصحيفة البريطانية، في ظل عدم معرفة عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم أثناء تحضير البلاد لكأس العالم على وجه اليقين، لأن قطر لا تنشر هذه البيانات، وسجل جهاز التخطيط والإحصاء في البلاد رسميًا وفاة 1521 من غير المواطنين في السنوات العشر التي سبقت عام 2021 - لكن هذا يشمل الأشخاص من جميع الأعمار والمهن والأسباب، ولكن التحقيقات الدولية كشفت وفاة أكثر من 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا قد لقوا حتفهم منذ عام 2010 - عندما فازت قطر بحق استضافة كأس العالم، لكن لا يشير أي من هذين الرقمين إلى عدد العمال المهاجرين الذين ماتوا كنتيجة مباشرة لظروف العمل في قطر، وتتوقع منظمة العفو الدولية أن يكون هذا الرقم بالآلاف، حيث تعتقد المنظمة الحقوقية أن غالبية هذه الوفيات المرتبطة بمكان العمل من المحتمل أن تكون مرتبطة بالإجهاد الحراري، لكن الرئيس التنفيذي لفرع المملكة المتحدة، ساشا ديشموخ، قال إن هذه الأنواع من الوفيات غالبًا ما تُعزى إلى أسباب طبيعية أو سكتة قلبية بدلاً من ذلك، وقد وجد هذا الأمر مريبًا بشكل خاص نظرًا لأن الأشخاص الذين يتم قبولهم في برامج العمل في قطر يجب أن يجتازوا الفحوصات الصحية الإجبارية أولاً، وتزعم اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، المسؤولة عن تنظيم عمليات كأس العالم لكرة القدم، أنها عانت من ثلاث حالات وفاة مرتبطة بالعمل و37 حالة وفاة غير مرتبطة بالعمل.