في خضم التوترات المتزايدة والتعقيدات الأمنية في العراق، عادت الفصائل المسلحة لاستهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، تعتبر هذه العودة تصعيدًا خطيرًا في النزاع المستمر بين الفصائل المسلحة المدعومة من إيران والقوات الأمريكية، فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التصعيد؟ وما هي التداعيات المحتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة؟

مصدر مطلع كشف عن تعليمات جديدة للفصائل المسلحة العراقية باستهداف قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، غرب العراق، وتستخدم هذه الفصائل طائرات مسيّرة "انقضاضية" في محاولات لإرغام القوات الأمريكية على مغادرة القاعدة وتغيير موقعها بعيداً عن الحدود العراقية السورية، حيث تتنقل المليشيات الموالية لإيران بحرية.

*تفاصيل التصعيد*

تزامن هذا التصعيد مع انهيار الهدنة التي توسط فيها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية في منتصف فبراير 2024، تم اختراق الهدنة مع استهداف ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" لقاعدة عين الأسد؛ مما أدى إلى رد أمريكي شمل قصف مخازن أسلحة تابعة للحشد الشعبي.

*المليشيات العراقية والحدود السورية*

يمتد العراق مع سوريا بحدود تقدر بـ620 كيلومترًا، من المثلث (العراق-التركي-السوري) حتى "التنف" في المثلث الحدودي (العراقي-السوري-الأردني). 

تسيطر فصائل مسلحة عراقية مثل (كتائب حزب الله، والنجباء، وسيد الشهداء، ولواء الطفوف، وسرايا الخرساني) على أجزاء كبيرة من هذه الحدود في كلا الجانبين العراقي والسوري. هذه الفصائل تتعاون مع حزب الله اللبناني وبعض المليشيات المحلية الموالية للنظام السوري، ما يجعل الحدود ممرًا آمنًا لنشاطات هذه الفصائل.

وأوضح المصدر في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن إيران تسعى للسيطرة على الممرات الرابطة بين العراق وسوريا، وتقديم الدعم اللازم للفصائل المسلحة العراقية لتعزيز نفوذها على الحدود.

وأضاف المصدر، أن "الفصائل المسلحة العراقية تسيطر على بعض المفاصل المهمة في الحدود، رغم تواجد قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية".

*الأهمية الاستراتيجية لقاعدة عين الأسد*

أكد المصدر أن "الفصائل المسلحة العراقية تعتبر قاعدة عين الأسد مركزًا متقدمًا لمراقبة الحدود العراقية السورية". وأضاف أن "عودة تبادل النيران بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية بعد هدنة طويلة يعكس تصعيدًا جديدًا في الصراع بالمنطقة، خاصة مع تصاعد الهجمات من الحوثيين على أهداف إسرائيلية".

تعتبر قاعدة عين الأسد واحدة من أكبر القواعد العسكرية في العراق، حيث تتواجد القوات الأمريكية في أجنحة معزولة عن القطعات العراقية الأخرى. تبعد القاعدة حوالي 180 كيلومترًا شمال غرب بغداد، وتضم العديد من المرافق العسكرية والمكاتب الإدارية.

تستخدم القوات الأمريكية قاعدة عين الأسد لمراقبة الحدود العراقية السورية، عبر مناطيد الرصد وطائرات المراقبة المسيّرة. كما أكد مصدر برتبة ضابط في الجيش العراقي من داخل القاعدة، على وجود مقر الفرقة السابعة التابعة للجيش العراقي داخل القاعدة.

*سيطرة الفصائل*

من جانبهم، أكد شهود عيان من سكان الحدود العراقية السورية، سيطرة الفصائل المسلحة على طول الحدود في القائم، حيث تتحرك عناصر تلك الفصائل بحرية بين العراق وسوريا. 

قال أحد شيوخ القبائل في قرية حدودية، إن "جهات مسلحة متعددة فتحت ممرات لتهريب السلاح والمخدرات وتنقل المقاتلين على جانبي الحدود".