مصير ذَوِيهم.. كيف يواجه عائلات الأسرى قرار نتنياهو بإغراق الأنفاق في غزة؟
يواجه عائلات الأسرى قرار نتنياهو بإغراق الأنفاق في غزة
تعانى الإدارة الإسرائيلية قبيل يوم 7 أكتوبر أزمات كبرى بعد رفض شعبي لها، وما حدث في السابع من أكتوبر أصبح كارثة على الإدارة التي تحولت إلى "حكومة حرب"، ولكن ذلك لم يشفع لإدارة نتنياهو في ظل وجود العديد من الأسرى لدى حركة حماس لم تنجح إسرائيل في فك أسرهم حتى الآن.
وما حدث مؤخراً هو هدنة مدتها 7 أيام كان يتم إطلاق سراح 10 رهائن من قبل حركة لإسرائيل بشكل يومي، ولكن بعد السبعة أيام عادت الحرب من جديد لتفتح أبواب رفض قوي لحكومة نتنياهو وأفعالها من قبل أهالي الرهائن لدى حماس في ظل محاولات إسرائيلية لهدم الأنفاق أو إغراقها بمياه البحر.
أزمة الأنفاق والأسرى
أنفاق حركة حماس في غزة عادت إلى الواجهة بشكل لافت خلال الأيام الماضية بعدما أظهرت إسرائيل نية لإغراقها بمياه البحر لإخراج مقاتلي حماس من الأنفاق بعد محاولات فاشلة لمدة شهران تهدف إلى اكتشاف الأنفاق دون جدوى من القصف أو الدخول البري الإسرائيلي.
ومؤخراً أظهرت صور على ما يبدو القوات الإسرائيلية وهي تستعد لإغراق متاهة الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر، وقيل إن إسرائيل أكملت تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بُعد نحو ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين، والتي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة الأنفاق التي يبلغ طولها 300 ميل في غضون أسابيع.
رفض كبير من أهالي الأسرى
على الرغم من أن حكومة نتنياهو اعترفت بأنها الخطة الأهم إلا أن هناك عشرات من أسراها ما زالوا في قبضة حركة حماس التي أكدت مرارا أنهم محتجزون في شبكة أنفاقها، وهو ما استدعى لقاء جمع الأسرى الذين أفرجت عنهم حماس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، وطالب أقارب الأسرى الـ 138 المتبقين لدى الحركة، بمعرفة ما تفعله الحكومة لاستعادة ذويهم بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي كلمتهم أمام مجلس الوزراء، أكد عدد من الأسرى أن مناطق احتجازهم تعرضت لقصف في الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقا لتسجيل الاجتماع الذي أكده الأشخاص الذين حضروا، مظهرين امتعاضاً كبيراً.
وكشف الاجتماع عن صعوبة التوفيق بين أهداف إسرائيل المتمثلة في القضاء على حركة حماس، حيث يقول القادة الإسرائيليون إن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تمارس إسرائيل المزيد من الضغوط العسكرية، في حين يرى أقارب الأسرى الذين ما زالوا محتجزين أن الحرب لا تؤدي إلا إلى زيادة المخاطر التي يواجهونها في غزة.
أما عن إغراق الأنفاق، فأكد مسؤولون إسرائيليون أن التكتيك سيمكن إسرائيل من تدمير الأنفاق وقتل أي مقاتل من حماس يختبئ داخلها، دون أن يوضحوا ما إذا كانت إسرائيل تفكر في استخدام المضخات قبل استلام جميع أسراها، لأن أي خطوة لإغراق الأنفاق ستكون قاتلة للأسرى لا محالة.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي، إن حكومة نتنياهو تواجه أهالي الأسري بشكل ضعيف، كونها حتى الآن لم تحقق أي انتصار على الأرض في قطاع غزة، وكذلك حركة حماس تكبد إسرائيل المزيد من الآلام باستهداف الجنود والدبابات ونشر الفيديوهات إعلامياً مما يشكل أزمة للحكومة الإسرائيلية التي حتى الآن تريد تحقيق أي انتصار وهو ما بات واضحاً في تصريحات نتنياهو باقتراب القبض على يحيى السنوار، وكذلك اللقاءات المتكررة مع أهالي الأسرى.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن نتنياهو بات في موقف الضعف أمام شعبه، خاصة وأن حركة حماس استغلت الهدنة وقامت بالإفراج عن المدنيين من الأجانب، ولديها الآن عدة قادة من الجيش الإسرائيلي، وكذلك بعض من الشباب والنساء وهو ما يضغط على الحكومة الإسرائيلية التي لا تعلم شيئاً حول الأنفاق والتي بها الأسرى، وهي شبكة معقدة وكأنها مدينة تحت مدينة، وبالتالي لا تستطيع إسرائيل المغامرة بإغراقها مثلما تؤكد.