مفاوضات هشة وخلافات عميقة.. هل تنهار هدنة غزة قبل استكمالها؟

مفاوضات هشة وخلافات عميقة.. هل تنهار هدنة غزة قبل استكمالها؟

مفاوضات هشة وخلافات عميقة.. هل تنهار هدنة غزة قبل استكمالها؟
حرب غزة

في ظل الهدنة الهشة التي تسود قطاع غزة، تتصاعد التساؤلات حول موعد انطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ورغم إعلان جهات عدة عن استعدادها لدفع المحادثات قدمًا، إلا أن الغموض ما يزال يكتنف مسار المفاوضات المقبلة، هذا الترقب يزداد تعقيدًا مع تباين مواقف الأطراف المعنية، وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، وبينما يترقب الجميع لقاءً مرتقبًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تظل التساؤلات قائمة حول مدى قدرة هذه المحادثات على تحقيق اختراق فعلي في مسار الهدنة. وفي هذا السياق، تتزايد المخاوف من إمكانية انهيار الاتفاق قبل الوصول إلى حل دائم، ما قد يعيد إشعال فتيل التصعيد العسكري في القطاع.

استمرار التعقيدات


جدد رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دعوته إلى إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على الفور، مشيرًا إلى غياب إطار زمني واضح لبدء تلك المحادثات.


وخلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة مع نظيره التركي هاكان فيدان، أكد المسؤول القطري أن بلاده ما تزال تعمل على تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية، في مسعى لتجنب انهيار التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقًا.


وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي تم توقيعه الشهر الماضي، قد حددت مدة 42 يومًا لإنجاز المحادثات التمهيدية قبل الشروع في المرحلة التالية.


وتضمنت الصفقة إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، في خطوة هدفت إلى تعزيز بناء الثقة بين الطرفين. إلا أن استمرار التعقيدات الميدانية والسياسية أثار الشكوك حول قدرة هذه الجهود على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.


مخاوف داخلية


من جهتها، أعلنت إسرائيل عن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس، مشيرة أن الاجتماع الأول بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق سيُعقد اليوم بمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.


ووفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد ناقش الأخير مع ويتكوف الخطوات المقبلة، مشددًا على ضرورة ربط أي تقدم جديد في الاتفاق بتقديم ضمانات أمنية إضافية.


ومع ذلك، تشير تقارير إسرائيلية إلى تصاعد الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول المسار الذي ينبغي اتباعه.


فبينما تضغط عائلات الرهائن من أجل إتمام الصفقة، تواجه الحكومة معارضة شديدة من تيارات يمينية ترفض أي اتفاق قد يُبقي حماس في السلطة داخل قطاع غزة.

محادثات واشنطن 


يتزامن هذا التوتر مع استعداد نتنياهو للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض غدًا الثلاثاء، في اجتماع يُنظر إليه على أنه محوري في تحديد مستقبل المفاوضات.


ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن اللقاء سيتناول ملفات استراتيجية عدة، من بينها مستقبل اتفاق تبادل الأسرى، ومستقبل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إلى جانب العلاقات الإقليمية ومواجهة النفوذ الإيراني.


ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين نتنياهو وترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض؛ مما يجعله محطة مهمة لتحديد موقف الإدارة الأمريكية من الصفقة.


وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن مسؤولين إسرائيليين أبدوا قلقهم من أن يؤثر موقف ترامب على قرارات نتنياهو، لا سيما في ظل الأزمة السياسية التي يعاني منها الأخير داخليًا.

تحديات المرحلة الثانية والرهانات السياسية


على الرغم من التأكيدات المتكررة بشأن استئناف المفاوضات، ما تزال هناك فجوة كبيرة في مواقف الأطراف.


فحركة حماس تطالب بإعادة بناء مؤسساتها في غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة، معتبرة أن أي تسوية يجب أن تتضمن ترتيبات أمنية تحول دون عودة الحركة إلى السيطرة الكاملة على القطاع.


ويُرجح أن يكون مصير الاتفاق مرتبطًا بنتائج المحادثات الأمريكية - الإسرائيلية، حيث يسعى نتنياهو إلى كسب دعم واشنطن لخطته بشأن غزة.


ومن المتوقع أن تؤثر هذه المباحثات بشكل كبير على المسار المستقبلي للهدنة، فإما أن تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، أو تدفع نحو تصعيد جديد في حال فشلها.