محلل سياسي سوداني: الوضع في الخرطوم يزداد تعقيدًا.. والفرص لتحقيق السلام ضئيلة

محلل سياسي سوداني: الوضع في الخرطوم يزداد تعقيدًا.. والفرص لتحقيق السلام ضئيلة

محلل سياسي سوداني: الوضع في الخرطوم يزداد تعقيدًا.. والفرص لتحقيق السلام ضئيلة
الحرب السودانية

تشهد جمهورية السودان أوضاعًا مضطربة للغاية في ظل استمرار النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي دخل شهره الثاني على التوالي. حيث يعاني البلاد من انهيار اقتصادي غير مسبوق، إضافة إلى الدمار الكبير في العديد من المناطق الحيوية.

في العاصمة الخرطوم، ومعظم المدن الكبرى، تعيش الأسر في حالة من الفقر الشديد نتيجة لتوقف الأعمال التجارية والاقتصادية. كما انخفضت قيمة الجنيه السوداني بشكل حاد أمام العملات الأجنبية؛ ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية والوقود. إلى جانب ذلك، تواجه المستشفيات صعوبة في تقديم الرعاية الصحية بسبب نقص الأدوية والمعدات، مع تزايد أعداد المصابين والقتلى جراء المعارك المستمرة.

أما في المناطق المتأثرة بالصراع، فقد أُلحِقَ بها دمار هائل، حيث دُمرت العديد من المباني السكنية والتجارية والبنى التحتية الأساسية. 

في ولاية دارفور، على سبيل المثال، تشير التقارير أن العديد من القرى والبلدات قد أُصبِحت غير صالحة للعيش بسبب القصف والغارات الجوية. هذا فضلاً عن النزوح الجماعي للسكان إلى المناطق الحدودية أو إلى الدول المجاورة.

المجتمع الدولي أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية سرعة التدخل لتقديم المساعدات الطارئة للمواطنين المتضررين. 
في الوقت ذاته، تبذل جهود دبلوماسية لحث الأطراف المتنازعة على الوصول إلى تهدئة فورية، لكن لا تبدو هناك آفاق قريبة لإنهاء هذا الصراع المدمر.

وأكد المحلل السياسي السوداني د. أحمد عبد الله، أن الوضع في السودان يزداد تعقيدًا في ظل استمرار الصراع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقال عبد الله: إن الحرب المستمرة منذ عدة أشهر تسببت في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا أن البلاد دخلت في مرحلة "الانهيار الشامل" على مختلف الأصعدة.

وأضاف عبد الله - في تصريح للعرب مباشر-، أن "الاقتصاد السوداني لا يتحمل المزيد من التدهور"، موضحًا أن توقف الإنتاج الزراعي والصناعي والاضطرابات في القطاع المصرفي جعلت الأوضاع الاقتصادية تتجه نحو الأسوأ. 


كما أشار أن انعدام الأمن الغذائي أصبح أحد أكبر التحديات التي يواجهها الشعب السوداني، حيث يعاني ملايين المواطنين من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.

أما على الصعيد السياسي، فقال عبد الله: إن فرص التوصل إلى حل سلمي تبدو ضئيلة في الوقت الراهن، مع استمرار تمسك كل طرف بمواقفه، وغياب الوساطة الفعالة التي يمكن أن تقود إلى تهدئة حقيقية. "الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار تجد صدى ضعيفًا، والفراغ السياسي الذي خلفه غياب القيادة الموحدة يزيد من تعقيد الموقف"، وفقًا له.

وأشار عبد الله، أن الخطر الأكبر في هذه الحرب هو تدمير النسيج الاجتماعي في العديد من المناطق، خاصة في دارفور والنيل الأزرق وكردفان، حيث أدت الاشتباكات المستمرة إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين وتدمير العديد من القرى.

واختتم عبد الله بتوجيه نداء للمجتمع الدولي، مطالبًا بتكثيف الضغط على الأطراف السودانية للتوصل إلى حل شامل يوقف نزيف الدماء ويبدأ في إعادة بناء البلاد.