محلل سوداني: التعاون العسكري بين الخرطوم وإيران يهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي

محلل سوداني: التعاون العسكري بين الخرطوم وإيران يهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي

محلل سوداني: التعاون العسكري بين الخرطوم وإيران يهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي
الحرب السودانية

في خطوة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الأمنية والسياسية، يعزز السودان علاقاته العسكرية مع إيران في ظل تعاون يشمل تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة متطورة. هذا التعاون، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوداني، يثير تساؤلات حول تداعياته الأمنية على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

تزويد السودان بالطائرات المسيرة 


تسعى إيران، التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة، إلى دعم الجيش السوداني في مواجهة تحدياته العسكرية. وقد تمكنت من تزويد القوات السودانية بطائرات مسيرة تُستخدم في العمليات العسكرية المختلفة. 


ويعد هذا التزويد جزءًا من التعاون العسكري الذي يتضمن أيضًا تدريبات مشتركة وتبادل للمعلومات الاستخباراتية بين البلدين. لكن هذه الخطوة أثارت قلقًا كبيرًا في الأوساط المحلية والدولية، إذ يرى البعض أن هذه الأسلحة قد تُستخدم في زيادة حدة الصراعات الداخلية في السودان، خصوصًا في مناطق النزاع مثل دارفور.

التداعيات الداخلية


التعاون العسكري بين السودان وإيران قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني الداخلي في السودان، خاصة في ظل استمرار الصراعات المسلحة بين الجيش السوداني والفصائل المسلحة في بعض المناطق. فمع تزايد استخدام الطائرات المسيرة في العمليات العسكرية، يتوقع أن تزداد حدة العنف؛ مما يؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة الانقسام بين الفصائل المختلفة. 


كما أن دعم إيران للجيش السوداني قد يعزز من الشعور بالتوتر داخل البلاد، ويُغذي مشاعر المعارضة تجاه الحكومة السودانية.

التداعيات الإقليمية


على الصعيد الإقليمي، يشكل هذا التعاون العسكري مصدر قلق للدول المجاورة للسودان، خاصة مصر ودول مجلس التعاون الخليجي. حيث يُعتبر دعم إيران للسودان خطوة لزيادة نفوذها في منطقة البحر الأحمر، وهي منطقة استراتيجية تجذب اهتمام العديد من القوى الإقليمية والدولية. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التعاون إلى تصعيد التوترات في المنطقة، لا سيما في ظل العداء المستمر بين إيران وبعض الدول العربية. كما أن دعم إيران للنظام السوداني قد يعزز من موقف حلفائها في اليمن وسوريا، مما يعقد جهود التهدئة في تلك البلدان.

المخاوف من العزلة


من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي هذا التعاون العسكري إلى توترات مع القوى الدولية الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. 


فالعلاقات بين السودان وإيران قد تثير المزيد من الانتقادات الغربية، خصوصًا إذا اعتُبر أن التعاون يعزز من الأنشطة العسكرية الإيرانية في المنطقة. وهذا قد يعرض السودان لمزيد من العزلة الاقتصادية والسياسية، ويؤثر على جهوده في تحسين علاقاته مع المجتمع الدولي.


وكشف خبراء، أنه يبدو أن التعاون العسكري بين السودان وإيران، رغم أهدافه المباشرة لتعزيز قدرات الجيش السوداني، يحمل في طياته مخاطر أمنية كبيرة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. 
ومع تزايد استخدام الأسلحة المتطورة مثل الطائرات المسيرة، قد يتصاعد العنف في السودان ويزداد التوتر في المنطقة. في ظل هذه المخاطر، تبرز الحاجة إلى تحركات دبلوماسية حذرة للتقليل من تداعيات هذا التعاون على الأمن القومي السوداني والاستقرار الإقليمي.

في تصريح خاص للعرب مباشر للمحلل السوداني محمد الطيب، حذر من تداعيات التعاون العسكري بين السودان وإيران، خاصة فيما يتعلق بتزويد إيران للجيش السوداني بطائرات مسيرة. 
الطيب أشار أن هذا التعاون يمكن أن يؤدي إلى تهديدات كبيرة على الأمن الداخلي للسودان وعلى الاستقرار الإقليمي في المنطقة.

وقال الطيب: إن السودان يواجه تحديات أمنية معقدة، خاصة في مناطق النزاع مثل دارفور وكردفان، حيث يمكن أن يؤدي استخدام الطائرات المسيرة إلى تصعيد العنف ضد المدنيين، مما يزيد من تعميق الانقسامات الداخلية. 

وأضاف: أن هذا التعاون قد يسهم في تأجيج الصراعات العرقية والقبلية، ويزيد من معاناة المدنيين في مناطق النزاع.

وفيما يتعلق بالآثار الإقليمية، أكد الطيب أن الدول المجاورة للسودان، مثل مصر ودول الخليج، قد تنظر إلى هذا التعاون كتهديد لأمنها القومي، خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة. 

وأوضح، أن هذا التعاون العسكري قد يفاقم التوترات في منطقة البحر الأحمر، حيث تشهد المنطقة تنافسًا على النفوذ بين القوى الكبرى.

المحلل السوداني أضاف أيضًا، أن السودان قد يواجه عزلة دولية إذا استمر في تعزيز علاقاته العسكرية مع إيران.


وأشار أن هذا التعاون قد يعرض السودان لمزيد من الضغوط والعقوبات من قبل الغرب؛ مما يزيد من عزلة البلاد ويؤثر سلبًا على استقرارها الاقتصادي والسياسي.


ودعا محمد الطيب الحكومة السودانية إلى التقييم الدقيق للمخاطر المترتبة على هذا التعاون العسكري، مؤكدًا على ضرورة أن تسعى الخرطوم لتحقيق توازن في سياستها العسكرية والخارجية لتفادي المزيد من التأثيرات السلبية على أمن البلاد واستقرار المنطقة.