تونس تجفف منابع الإرهاب.. قانون جديد يواجه تمويلات الجمعيات التابعة للإخوان

قانون جديد يواجه تمويلات الجمعيات التابعة للإخوان

تونس تجفف منابع الإرهاب.. قانون جديد يواجه تمويلات الجمعيات التابعة للإخوان
صورة أرشيفية

في ظل مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية في تونس ، جاء قرار حكومي جديد بإحداث لجنة لصياغة قانون جديد خاص بالجمعيات من حيث التمويل والتنظيم في تونس يثير النقاشات مجدّداً حول الشبهات التي تلاحق عدداً كبيراً من المنظمات والهيئات الناشطة تحت غطاء جمعياتي، لكنّها تمثل في الواقع رصيداً مهماً لتمويل الأحزاب السياسية خاصة منها ذات التوجه الإخواني، وذلك بعد فترة من انتقادات وجهها الرئيس قيس سعيّد لبعض هذه الجمعيات بالحصول على تمويلات مشبوهة والتخابر لصالح جهات أجنبية.

وقد أثارت منظمات مدنية وهيئات حقوقية عديدة طيلة الفترة الماضية مسألة تمويل الجمعيات المرتبطة بتنظيمات دينية متطرفة، مشيرةً إلى أنّ هناك جمعيات تتخذ من الحملات الخيرية والدينية غطاء لتتلقى أموالاً طائلة من جهات أجنبية.

كشف مخطط الإخوان 

يقول الدكتور منذر قفراش ، المحلل السياسي التونسي ورئيس جبهة الإصلاح التونسي ، إنه وطيلة العشرية الماضية لعب التمويل الأجنبي للجمعيات والأحزاب دوراً في ضرب الحياة السياسية ورهنها للخارج، وهو ما أضر في النهاية بالمصالح التونسية واستقلالية القرار الوطني.

مراقبة تمويل الجمعيات

وتابع في تصريح لـ"العرب مباشر" أنه تشير أرقام رسمية في تونس إلى أنّ النسيج الجمعياتي شهد منذ 2011 طفرة واضحة في عدد الجمعيات الذي تجاوز (24) ألف جمعية تنشط في قطاعات مختلفة، منها الاجتماعي والسياسي والحقوقي والثقافي والصحي والديني وغيرها، وأغلب هذه الهياكل يتم تمويل جزء كبير من مواردها من قبل جهات أجنبية.

تمويلات مشبوهة

وأوضح أن السلطات القضائية التونسية قد قررت الشهر الماضي حل العشرات من الأحزاب والجمعيات بشبهة التمويل الأجنبي وفي قضايا ترتبط بالشفافية المالية ومصادر التمويل، وعلقت السلطات القضائية نشاط (182) جمعية من بين (272) جمعية تم إخطارها، في حين أصدرت قرارات بحل (69) جمعية بسبب شبهات التمويل.

وأكد أن ملف التمويل الأجنبي للجمعيات، باعتباره ملفاً يهم الأمن القومي للتونسيين ويهدد استقلالية القرار الوطني، وخاصة أنه ومنذ وصول الإخوان إلى الحكم، سارعوا إلى وضع مرسوم منظم للجمعيات من أجل تسهيل أعمالهم وتدفق الأموال إليهم؛ حيث عادوا من سجونهم ومنافيهم محملين بأجندة تخريبية مسمومة لأدلجة المجتمع وزرع بذور التطرف والإرهاب، وتحقيق ثروات طائلة.

ولفت أن هناك تمويلات أجنبية دخلت عن طريق جمعيات متطرفة، تمكنوا من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية على مدى أكثر من عقد، ففخخوا مفاصل الدولة التي تسللوا إليها، وعاثوا فيها فساداً، ظناً منهم أنّهم فوق المحاسبة.