محلل سياسي فلسطيني: جهود التهدئة في غزة تصطدم بشروط إسرائيلية تعجيزية وغياب ضغط دولي فاعل
محلل سياسي فلسطيني: جهود التهدئة في غزة تصطدم بشروط إسرائيلية تعجيزية وغياب ضغط دولي فاعل

تشهد المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا في ظل تصاعد الدعوات الدولية لاستئناف مسار التفاوض بشأن الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، حيث تتواصل المشاورات بين عدد من العواصم الإقليمية والدولية بهدف الدفع نحو تهدئة ميدانية تمهّد لحل سياسي شامل.
وقالت مصادر دبلوماسية إن القاهرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، إلى جانب شركاء الوساطة مثل قطر والأمم المتحدة، في محاولة لإعادة تحريك جهود التهدئة. وتركّز الوساطة المصرية على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الأجواء لاستئناف التفاوض.
وفي السياق ذاته، عقدت مباحثات ثنائية بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين لبحث سبل إعادة إحياء حل الدولتين، في ظل تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمر الجمود السياسي والتصعيد العسكري.
محللون يرون أن فرص التهدئة قائمة لكنها محفوفة بتحديات، أبرزها تباين المواقف بين الأطراف المعنية، وشروط كل طرف لبدء الحوار. ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على توافق دولي يدفع باتجاه تسوية شاملة تضمن أمن الجميع وتضع حدًا لمعاناة المدنيين في القطاع.
أكد المحلل السياسي الفلسطيني د. هاني المصري أن المشاورات الجارية لإعادة إحياء مسار التفاوض بشأن غزة تعكس إدراكًا دوليًا متزايدًا بخطورة استمرار التصعيد، لكنها لا تزال تفتقر إلى الزخم الحقيقي لإحداث اختراق سياسي، في ظل تمسك إسرائيل بشروط وصفها بـ"التعجيزية".
وقال المصري - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إن الجانب الإسرائيلي يواصل ربط أي تهدئة طويلة الأمد بنزع سلاح المقاومة، وهو ما ترفضه الفصائل الفلسطينية بشكل قاطع، معتبرًا أن هذا الطرح يُفرغ أي مفاوضات من مضمونها، ويُبقي الأوضاع على صفيح ساخن.
وأشار إلى أن الدور المصري لا يزال محوريًا في التنسيق مع جميع الأطراف، لكنه بحاجة إلى دعم دولي أقوى، خصوصًا من الولايات المتحدة، لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية، مضيفًا: "لا يمكن تحقيق تهدئة مستدامة دون معالجة جذور الأزمة، وفي مقدمتها الحصار والانقسام وغياب الأفق السياسي".
وشدد المصري على أن استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع يزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على الفصائل الفلسطينية، لكنه حذر في الوقت ذاته من استخدام هذا الضغط كورقة ابتزاز سياسي. وختم بقوله: "المطلوب هو مقاربة شاملة تُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية وتُمهّد لحل سياسي عادل يضمن الحقوق الوطنية المشروعة".