مفاوضات سرية وتحضيرات هادئة.. السعودية أو الإمارات لعقد قمة ترامب وبوتين
مفاوضات سرية وتحضيرات هادئة.. السعودية أو الإمارات لعقد قمة ترامب وبوتين

أفادت مصادر روسية مطلعة على المناقشات، بأن روسيا ترى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد تكونان من الأماكن المحتملة لاستضافة قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
وأعلن ترامب - في وقت سابق-، أنه يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى استعداده للقاء الرئيس بوتين، من جانبه، هنأ بوتين نظيره الأمريكي بفوزه في الانتخابات، وأكد استعداده للقائه لمناقشة قضايا تتعلق بأوكرانيا والطاقة.
عدم وجود اتصالات مباشرة
وأشارت الوكالة الدولية، أنه على الرغم من أن المسؤولين الروس نفوا مرارًا وجود أي اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن تحضيرات لمكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين، إلا أن مصادر روسية رفيعة المستوى أكدت أن مسؤولين روس قد زاروا السعودية والإمارات في الأسابيع الماضية.
وقالت المصادر، إن المباحثات حول هذه القمة ما زالت قيد الدراسة، إلا أن هناك بعض المعارضة الداخلية لهذا التوجه في روسيا، حيث يشير بعض الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين إلى الروابط العسكرية والأمنية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
وأشارت، أن كل من ترامب وبوتين قد طورا علاقات ودية مع قادة المملكة العربية السعودية والإمارات. في 2 فبراير، صرح ترامب بأن إدارته قد حددت "اجتماعات ومحادثات مع أطراف متعددة، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا".
وعند سؤاله عن هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن "الاتصالات على ما يبدو كانت مخططًا لها".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أول زعيم أجنبي يتصل به ترامب بعد توليه منصب الرئاسة، كما وصفه ترامب بأنه "رجل رائع" خلال خطابه في منتدى دافوس الاقتصادي.
من جهة أخرى، قام بوتين بزيارة كل من المملكة والإمارات في عام 2023، حيث أكد في سبتمبر 2024 شكره لولي العهد السعودي على مساعدته في تنظيم أكبر عملية تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
دور محوري للسعودية والإمارات
تتمتع كل من السعودية والإمارات بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، ورغم ذلك، كلا البلدين حافظا على حيادهما خلال الحرب في أوكرانيا، حيث امتنعا عن الانضمام إلى الغرب في انتقاد أو فرض عقوبات على روسيا، بالإضافة إلى ذلك، حافظ القادة في كلا البلدين على اتصالات منتظمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع زيارة الشيخ محمد بن زايد لروسيا عدة مرات خلال الحرب، حيث أبدى استعداده لدعم الجهود الرامية إلى إيجاد السلام في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أنه تم النظر في دول أخرى مثل تركيا، التي استضافت محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في مارس 2022، فقد تم استبعادها كموقع محتمل للقمة بسبب عضويتها في حلف الناتو.
ووفقًا للخبير الروسي فيودور لوكيانوف، يعتبر الخيار السعودي والإماراتي محتملاً كموقع لهذه المفاوضات، رغم العلاقة الوثيقة بينهما وبين الولايات المتحدة.
وفيما يخص المسارات التقليدية لمثل هذه اللقاءات، مثل هلسنكي وجنيف وفيينا، أشار لوكيانوف أن هذه الأماكن لم تعد صالحة لاستضافة مثل هذه القمم بسبب موقف الغرب من الحرب في أوكرانيا.