تفاقم أزمات اللاجئين في 2022.. وتجاوز عددهم مع النازحين الـ100 مليون شخص
تتفاقم أزمات اللاجئين في 2022
شهد عام 2022 زيادة هائلة في أعداد اللاجئين حول العالم، وكذلك تدهور غير مسبوق في أحوالهم نتيجة الصعوبات الاقتصادية ووقف عدد من الدول المانحة للمساعدات المالية وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أضيف خلال هذا العام ضحايا النزاعات المتنامية، وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة وأزمات الطاقة والغذاء، ووصل إجمالي عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى 103 ملايين شخص من 89.3 مليون شخص في عام 2021، وارتفع عدد اللاجئين وحدهم من 27.12 مليون شخص في عام 2021 إلى 32.5 مليون حتى منتصف عام 2022.
أبرز النازحين واللاجئين
من أبرز أسباب زيادة عدد النازحين واللاجئين في العالم كانت الحرب الروسية - الأوكرانية، حيث تسبب الاندلاع المفاجئ للحرب في أكبر وأسرع حركة نزوح شهدها العالم منذ عشرات السنوات، وأجبرت الحرب ما يصل إلى 14 مليون شخص على الهروب من منازلهم، يعيش ثلثهم تقريبًا كلاجئين خارج أوكرانيا.
في السياق ذاته، شهدت دولة ميانمار - بورما - نزوح ما يصل إلى 500 ألف شخص حتى يونيو من العام الجاري، ولا تزال المحاولات الأممية جارية لإيصال المساعدات الإنسانية لهؤلاء الضحايا، وكذلك في إفريقيا، نزح ما يقرب من مليون شخص في إثيوبيا ليصل عدد النازحين إلى ما يقرب من 6 ملايين نازح سواء من إثيوبيا أو من الكونغو الديمقراطية بسبب الهجمات الوحشية والعنف الجنسي ضد النساء.
أزمات إنسانية
مع اقتراب العام الجديد، يتخوف العديد من اللاجئين والنازحين من برودة الطقس في ظل قلة الإمكانيات الغذائية وضعف التمويلات اللازمة لتوفير التدفئة والدواء، وتعاني مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان من صعوبات عديدة أبرزها يتعلق بضعف التمويل وصعوبة توفير الغذاء والاحتياجات الإنسانية الأساسية.
من جانبها حذّرت 3 منظمات أممية من أزمة كارثية تهدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان، مشيرة إلى أن 90 بالمئة منهم بحاجة ماسة لمساعدة إنسانية، وذلك في ظلّ أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان منذ عقود، ودعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان مشترك، إلى مواصلة تقديم الدعم والحماية إلى أُسر اللاجئين الأكثر احتياجاً في لبنان، وقال البيان: إن "النتائج الأولية لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان لعام 2022، تُظهر تدهوراً حاداً ومستمراً في ظروف معيشتهم. حتى الاحتياجات الأساسية أصبحت بعيدة المنال بالنسبة إلى معظم هؤلاء"، وأضاف البيان، أن 90 بالمئة من اللاجئين السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للتمكن من البقاء على قيد الحياة.
أزمة اللجوء الأوكراني
من جانبها، ذكرت بولندا أن عدد اللاجئين الأوكرانيين وصلوا إلى 8 ملايين و479 ألفا، منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وأوضحت دراسة أن 80% من اللاجئين الواصلين إلى ألمانيا كانوا من النساء، و73% لديهم مستوى تعليمي مرتفع، وبلغت نسبة الحاصلين على تصريح الإقامة 90% من الذين تم إجراء الدراسة عليهم، واستقبلت ألمانيا مليون لاجئ أوكراني منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، نهاية فبراير الماضي، وأوضحت الدراسة أن 34% من الأفراد الذين شملتهم الدراسة يرغبون في مغادرة ألمانيا بعد انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما يرغب 26% في البقاء، بينما 27% لم يحددوا دولة في المستقبل يريدون الذهاب إليها، ويبدو أن لاجئي أوكرانيا سيظلون يدورون في دوائر مفرغة بعد إعلان هولندا أن الدولة غير مستعدة لاستقبال عدد أكبر من الأوكران، لأن الأماكن غير كافية في البلاد، وتكرر الأمر في بريطانيا، حيث ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أن سكان بريطانيا أقل دعما لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد انتهاكا من جانب من عدد من البريطانيين للتعامل مع اللاجئين، وقد يصبح آلاف الأوكران بلا مأوى، في الوقت الذي جرى الاعتراف فيه بـ2175 شخصاً أوكرانياً كمشردين في إنجلترا، بدورها أشارت الأمم المتحدة عبر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن عدد الأوكران اللاجئين وصل إلى أكثر من 7 ملايين و800 ألف، واستقبلت روسيا وحدها ما يتعدى الـ2 مليون و800 ألف.