مخاطر إقليمية.. كيف يهدد صراع السودان بإعادة تنظيم داعش مرة أخرى؟
يهدد صراع السودان بإعادة تنظيم "داعش" مرة أخرى
مع استمرار الصراع في السودان، تزداد فرص انتشار الحرب خارج حدود السودان، حيث امتد القتال بالفعل من العاصمة الخرطوم إلى دارفور، وهي منطقة من البلاد بها إرث مدمر من أعمال العنف والإبادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيات الجنجويد، وهي مقدمة لحدوث تجديد التوتر مع أحد أطراف النزاع الحالي.
تفاقم الصراع
وبحسب تقرير لمركز "سوفان" الدولي، فقد قاتل المقاتلون السودانيون في الخارج، ويتعرض السودان الآن لخطر التدفق الاتجاهي المعاكس، حيث يسافر المقاتلون من الخارج إلى البلاد للمشاركة في القتال على أحد الأطراف المتحاربة.
كما أوضحت مجموعة طويلة من الأبحاث الأكاديمية بالتفصيل، فإن المقاتلين الأجانب دائمًا ما يعقدون الحروب الأهلية وحركات التمرد، ويعملون على إنتاج مظالم جديدة وغالبًا ما يساهمون في زيادة مدة النزاع.
نقلت بارونز حديثًا عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (UNITAMS) فولكر بيرثيس حديثًا عن "الباحثين عن الثروة" المسلحين أو المرتزقة الذين سافروا إلى السودان من مالي وتشاد والنيجر"، ومضى يقول: إن "عددهم ليس ضئيلاً"، ومن الواضح أنه قلق بشأن احتمال وجود خط تدفق للمقاتلين الأجانب إلى السودان من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد.
صراع إقليمي
وتابع المركز في تقريره، أن هناك خطرا جسيما من أن يصبح الصراع إقليمياً، ويؤثر على المناطق غربًا نحو منطقة الساحل والمناطق المحيطة بها على حدود السودان، ثالث أكبر دولة في إفريقيا، وعلى الحدود مع سبع دول أخرى، بما في ذلك ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، حيث تأثر العديد من هذه البلدان بالصراعات الخاصة بها وليست غريبة عن نشاط المرتزقة، وخاصة ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
عودة داعش
وأضاف المركز أن الجماعات التابعة لتنظيم داعش أثبتت أنها كانت تعمل على زعزعة الاستقرار في ليبيا ومصر خلال ذروة ما يسمى بـ "الخلافة" قبل أن تسقطها مصر وتقضي عليها، كما أن منطقة الساحل هي منطقة محاصرة حاليًا من مجموعة من الجماعات الجهادية، بما في ذلك الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.
وتابع أنه في حين أن تنظيم داعش لم ينشئ فرعًا له في السودان أبدًا، فقد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية في الماضي من شبكات تسهيل تنظيم داعش في البلاد، وهناك دائمًا مخاوف من استفادة الجهاديين من سوء الحكم وفراغ السلطة في القارة الإفريقية.
كانت الأبحاث التي أجراها عالم السياسة أوستن دكتور مفيدة في هذا الصدد، حيث وجد أن الجماعات الأفريقية المسلحة تميل إلى تجنيد المقاتلين الأجانب من الدول الأفريقية المجاورة، وعادة ما يصلون بأعداد صغيرة، لكن الصراع في السودان يشمل مزيجًا من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية وشبه الدولة، مما قد يغير المعادلة ويؤدي إلى تدفق ثابت وأكبر للمقاتلين غير السودانيين إلى الصراع.
وأفاد المركز في تقريره، بأنه كلما طالت مدة القتال، زاد احتمال زيادة الاستثمار في مجموعة متنوعة من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية، وحماية أصولها في البلاد والعمل من خلال وكلاء لإمالة ميزان القوى، كما أظهرت الحروب الأهلية في سوريا وليبيا، يمكن للحرب الضروس أن تجتذب المقاتلين والمتمردين الأجانب من المنطقة المجاورة وخارجها.