محلل سياسي سوري: خطاب الشرع بعد وقف إطلاق النار خطوة لإعادة بناء الثقة الوطنية
محلل سياسي سوري: خطاب الشرع بعد وقف إطلاق النار خطوة لإعادة بناء الثقة الوطنية

في خطوة وُصفت بأنها مفصلية في مسار الأحداث الداخلية، وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع خطابًا جديدًا إلى الشعب السوري مساء اليوم، وذلك عقب الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في محافظة السويداء بعد أسابيع من التوتر والاشتباكات.
الرئيس الشرع قال في خطابه المتلفز: إنّ ما جرى في السويداء يفتح نافذة جديدة أمام السوريين جميعًا لإعادة النظر في الأولويات الوطنية، مؤكدًا أن إنهاء حالة الانقسام الداخلي أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، وأن الوقت حان لبناء “سوريا الجديدة” على أسس من السلم الأهلي والعيش المشترك ومواجهة الإرهاب الذي ما زال يهدد أمن البلاد واستقرارها.
وأضاف الرئيس: “إنّ السويداء التي عانت من العنف تستحق اليوم أن تكون رمزًا للتسامح والحوار، ونحن أمام فرصة تاريخية لنطوي صفحة الاقتتال، ونبدأ معًا في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات”.
وأشار، أنّ قرار وقف إطلاق النار جاء نتيجة جهود وطنية واسعة واتصالات ميدانية وسياسية شارك فيها وجهاء المحافظة والجيش السوري والأجهزة المختصة، ما أثمر عن اتفاق يضمن عودة الحياة الطبيعية وفتح الطرق وتأمين المساعدات الإنسانية.
وفي خطابه، شدّد الشرع على أنّ مواجهة الإرهاب بكل أشكاله ستظل أولوية، داعيًا جميع السوريين إلى رفض أيّ أجندات خارجية تسعى لإبقاء البلاد رهينة للصراعات.
وأكد أن الحكومة ستتخذ إجراءات عملية لدعم المحافظة، بما في ذلك خطط تنموية عاجلة، وإطلاق حوارات مجتمعية مفتوحة لمعالجة آثار الصراع.
وختم الرئيس حديثه برسالة تصالحية: “أقول لكل السوريين، نحن شعب واحد، نختلف في الرأي لكننا نتوحد في الوطن. فلنمدّ أيدينا لبعضنا ونضع مصلحة سوريا فوق أي اعتبار”.
ويأتي هذا الخطاب ليؤسس، بحسب مراقبين، لمرحلة جديدة تتجاوز سنوات الانقسام، معتمدًا على تثبيت السلم الأهلي ومواجهة الإرهاب كمدخل لإعادة بناء سوريا على أسس من العدالة والمواطنة.
ورأى المحلل السياسي السوري د. كمال العلي، أن خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي ألقاه عقب إعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، يمثل منعطفًا مهمًا في مسار الأزمة الداخلية، ويبعث برسائل تطمينية لكل السوريين الراغبين بإنهاء حالة الانقسام ومواجهة الإرهاب.
وقال العلي -في تصريح خاص للعرب مباشر-: “الخطاب كان واضحًا في تأكيده أن الدولة تتجه نحو المصالحة المجتمعية وترسيخ السلم الأهلي، وهذا بحد ذاته يعيد بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة”.
وأوضح، أن الشرع حرص على الإشارة أن وقف إطلاق النار ليس نهاية الطريق بل بداية لمرحلة جديدة تُبنى على الحوار، وفتح قنوات التواصل بين مختلف المكونات، مع وضع خطة تنموية عاجلة لدعم السويداء ومناطق التوتر الأخرى.
وأضاف: “هذا الطرح يقطع الطريق أمام محاولات الإرهاب استغلال الأزمات المحلية، ويعيد ترتيب الأولويات نحو وحدة الوطن”.
وأشار العلي، أن إشارات الشرع لرفض الأجندات الخارجية تمثل موقفًا حازمًا في حماية القرار الوطني السوري من أي تدخلات، معتبرًا أن الرسالة الأهم في الخطاب هي أن زمن الانقسام يقترب من نهايته إذا التزمت جميع الأطراف بوقف العنف والعمل المشترك.
واختتم المحلل حديثه بالقول: “المطلوب الآن ترجمة هذه التوجهات إلى خطوات عملية على الأرض، ومواصلة الجهود السياسية والأمنية لتجفيف منابع الإرهاب وتعزيز الاستقرار، وهو ما يفتح الباب أمام سوريا جديدة قائمة على العدالة والمواطنة”.