محلل سياسي فلسطيني: تعثر مفاوضات غزة نتيجة حسابات ضيقة تعمّق معاناة المدنيين

محلل سياسي فلسطيني: تعثر مفاوضات غزة نتيجة حسابات ضيقة تعمّق معاناة المدنيين

محلل سياسي فلسطيني: تعثر مفاوضات غزة نتيجة حسابات ضيقة تعمّق معاناة المدنيين
حرب غزة

تتواصل الجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكنّ المفاوضات التي استؤنفت خلال الأسبوع الجاري في الدوحة والقاهرة تشهد تعثرًا واضحًا، في ظل تمسّك كل من إسرائيل وحركة حماس بمواقفهما، ما حال دون التوصل إلى أي اختراق ملموس حتى الآن.

مصادر دبلوماسية مطلعة على مجريات الحوار أكدت، أن الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين عرضوا مقترحًا جديدًا يتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 40 يومًا، يتخلله تبادل جزئي للأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية، لكن الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني لم يقدما تنازلات كافية لإنجاح الاتفاق.

الوفد الإسرائيلي شدد على ضرورة الإبقاء على وجود أمني دائم في بعض المناطق داخل القطاع، إلى جانب اشتراطه الحصول على قوائم دقيقة بأسماء الأسرى الأحياء قبل أي خطوة تنفيذية. 

في المقابل، أصرّ وفد حماس على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وضمانات واضحة باتجاه تهدئة دائمة، رافضًا أي ترتيبات تعتبرها الحركة “مجرد هدنة تكتيكية”.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذا التعنت المتبادل أدى إلى تعليق الجولة الحالية من المفاوضات بانتظار بلورة مقترحات جديدة يمكن أن تقرّب وجهات النظر. 

وبينما تتواصل الاتصالات خلف الكواليس، تشهد غزة تصعيدًا ميدانيًا جديدًا، مع غارات إسرائيلية على مواقع متفرقة، وسقوط ضحايا مدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الغذائية.

ويشير مراقبون، أن استمرار الفجوة بين الطرفين، في ظل الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، ينذر بمزيد من التصعيد إن لم تنجح الوساطات الجارية في تحقيق اختراق حقيقي يفتح الباب أمام وقف إطلاق نار شامل يضع حدًا لمعاناة المدنيين ويمهّد لمرحلة سياسية جديدة.

وأكد المحلل السياسي الفلسطيني د. يوسف الكحلوت، أن تعثر المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعود إلى ما وصفه بـ تمسّك الأطراف المتفاوضة بحسابات سياسية ضيقة على حساب الوضع الإنساني المتدهور داخل القطاع.

وقال الكحلوت -في تصريحات للعرب مباشر-: "الوفدان الإسرائيلي والفلسطيني لم يقدما بعد التنازلات الضرورية لإنجاز اتفاق حقيقي، فإسرائيل تصر على ترتيبات أمنية دائمة داخل غزة، وحماس من جانبها ترفض أي اتفاق لا يضمن انسحابًا كاملاً وتهدئة شاملة"، مشددًا على أن هذا التباين الحاد هو السبب المباشر في تعطّل الجولات الحالية.

وأوضح الكحلوت، أن الوسطاء الدوليين، وخاصة من الولايات المتحدة وقطر ومصر، "يبذلون جهدًا كبيرًا لكنهم يصطدمون بتصلب المواقف؛ مما يجعل أي مقترح هدنة أو تبادل أسرى مجرد ورقة للنقاش دون تقدم فعلي".

 وأضاف: "في كل يومٍ تتأخر فيه هذه المفاوضات، يدفع سكان غزة الثمن من حياتهم وصحتهم ولقمة عيشهم".

وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن استمرار الغارات الإسرائيلية، وتقييد دخول المساعدات، يفاقمان الأزمة الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط أكبر على الأطراف كافة للوصول إلى صيغة تنهي هذا الجمود.

وختم الكحلوت حديثه بالقول: "المطلوب اليوم هو تغليب مصلحة الناس على أي أجندات سياسية أو أمنية. لا يمكن أن تبقى المفاوضات رهينة لشروط متبادلة بينما القطاع يواجه كارثة إنسانية متواصلة"، معتبرًا أن نجاح أي اتفاق يتطلب شجاعة سياسية واستجابة لمتطلبات إنسانية عاجلة.