كيف يواجه سكان ليبيا الإعصار المدمر؟
ضرب إعصار مدمر ليبيا
إعصار قاتل يأكل المدن ويحول البلاد إلى مسمى "مدن منكوبة"، هكذا عانت ليبيا من إعصار دانيال الذي دمر شرق البلاد وأخفى مدنا كاملة من على الخريطة وأصبحت داخل البحر المتوسط.
سكان المدن المنكوبة أصبحوا في ساعات قليلة بمعاناة واضحة، حيث حصد الإعصار أرواح الآلاف وأصبح مثلهم في عداد المفقودين تحت مياه الإعصار، وأصبح المواطنون بلا مأوى في ظل دمار طال البلاد، وجعلها كتلة من الانهيارات.
بداية الإعصار
في بداية الإعصار القادم من دولة اليونان، قالت مصادر حكومية الاثنين، إن إعصاراً قوياً قادماً من البحر المتوسط اجتاح شرق ليبيا، وألحق أضراراً بعدد من المنازل والطرق، وأودى بحياة عشرات الأشخاص، وقد أظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يقفون على أسطح سياراتهم، بينما يسعون للحصول على المساعدة بعدما تقطعت بهم السبل بسبب السيول التي اجتاحت مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة.
حظر تجوال وغياب للمواد الأساسية
في نفس الوقت أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى، وأغلقت المدارس والمتاجر، وفرضت حظر التجوال مع وصول الإعصار لليابسة.
وتم فرض حظر التجوال؛ حرصا على حياة السكان، تم إبلاغ السكان الذين يعيشون في الأودية والمنحدرات بالخروج من تلك المناطق على وجه السرعة، حيث تعيش مدن كارثة إنسانية بكل المقاييس وسط غياب لعمليات الإغاثة محلية ودولية، وشح الموارد الأساسية ونقص المستلزمات الطبية.
مواطنون يبحثون عن الإغاثة
وقال النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي: إن فرق الإنقاذ داخل المدن تناشد العالم بتوفير معدات بحث عن المفقودين حديثة وكلاب مدربة على ذلك، حيث لا يزال هناك ناس أحياء تحت الأنقاض بحاجة لكل مساعدة.
وقال آخر: حتى اللحظة لم تدخل أي فرق إنقاذ لا محلية ولا دولية لدرنة، ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن المدينة ولا يوجد أي اتصال بالإنترنت هناك.
وإن حجم الكارثة مرعب ومحزن في مدينة درنة الليبية، بسبب إعصار دانيال، ودعا النشطاء بأن مدينة درنة تستغيث ولا بد من دعم الشعب الليبي، في ظل انتشار صور كثيرة للجثث في الشوارع والتي جرفتها المياه.
وقال الباحث السياسي الليبي حسين مفتاح: إن الإمكانيات المتاحة في ليبيا استعدت بها الحكومة ونسقت مع القوات المسلحة وتم تشكيل غرف عمليات، في ظل إمكانياتها تقوم بما تستطيع فعله، لكن الوضع أكبر من قدراتها وذلك نظرا لتهالك البنية التحتية وانقطاع وسائل الاتصال؛ ما أعاق عمل فرق البحث والإنقاذ.
وأشار مفتاح في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن ليبيا تعول في نكبة الإعصار على المساعدات العربية سواء من مصر أو الإمارات العربية أو الأردن، منتقداً موقف الأمم المتحدة والدول الغربية، واصفا دورها بالمتخاذل مع ما يحدث في ليبيا.
ويؤكد المحلل السياسي الليبي فراس الغيثي، أن ليبيا تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية؛ إذ تستمر الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في حصد الأرواح وذلك في ظل حالة من الانقسام السياسي، إذ توجد حكومتان الأولى في الشرق وهي الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، والثانية في الغرب وتحديداً في طرابلس وهي حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وهو ما لم يوحد الحكومات المتصارعة، حيث إن الدبيبة في الوقت الذي تحتاجه البلاد كان في زيارة خارجية.
وأشار الغيثي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن الشعب الليبي توحد لحماية بعضهم البعض ومساعدة الآخرين في البحث عن ذويهم في ظل أن هناك الكثير من العائلات ضمن المفقودين.