اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. مفاوضات شاقة وعقبات مستمرة

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. مفاوضات شاقة وعقبات مستمرة

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. مفاوضات شاقة وعقبات مستمرة
حرب غزة

بعد أسابيع من التصعيد العسكري الدامي بين إسرائيل وحماس في غزة، تكثفت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ورغم تعدد الأطراف الوسيطة، التي تشمل الولايات المتحدة ومصر وقطر، فإن الطريق ما يزال مليئًا بالتحديات، فبينما تشترط حماس وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل كجزء من أي اتفاق للإفراج عن الرهائن، ترفض إسرائيل الاستجابة لتلك المطالب دون القضاء على الحركة، يواصل الوسطاء الضغط على الجانبين، لكن يبدو أن حماس ما تزال مترددة بشأن قبول مقترحات إسرائيلية جديدة؛ مما يؤجل أي فرصة للتوصل إلى حل سريع.

*ضغوط دولية*


الضغوط الدولية ازدادت خلال الساعات الماضية، حيث طرح الوسطاء إمكانية تنفيذ اتفاق على مراحل، يبدأ بالإفراج عن عدد محدود من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، ورغم هذه المبادرات، تبدو المفاوضات محفوفة بالمخاطر، إذ تشدد إسرائيل على استمرار العمليات العسكرية حتى القضاء على القدرات العسكرية لحماس، بينما تؤكد الأخيرة تمسكها بشروطها، وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يظل مصير الرهائن والمناطق المحاصرة في غزة رهينًا بالتقدم البطئ في المفاوضات.

خلال الـ 24 ساعة الماضية، شهدت جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس منعطفات حرجة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

 المعلومات المتاحة تشير إلى أن الجانبين يدرسان مقترحًا على مراحل، يتضمن هدنة قصيرة الأجل والإفراج عن عدد محدود من الرهائن كبداية.

 هذه المبادرة تأتي في ظل الضغوط المتزايدة من واشنطن، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن هناك تقدمًا ملحوظًا في المحادثات، لكن الاتفاق الكامل ما يزال بعيد المنال.

التطورات الأخيرة أظهرت أن الوسطاء الدوليين، يعكفون على دراسة سيناريوهات بديلة يمكن أن ترضي الطرفين، وفقًا لمصادر مطلعة، تشمل الخطة إطلاق سراح 50 رهينة إسرائيلية في المرحلة الأولى مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار لمدة محدودة. 

بيد أن إسرائيل تصر على أن الهدنة لن تستمر إلا في حال تم تحقيق أهدافها العسكرية، هذه الخطة التي تعمل على تنفيذها الولايات المتحدة بالتعاون مع أطراف إقليمية تعد خطوة نحو كسر الجمود، لكن تنفيذها يظل مرتبطًا بتجاوب حماس، التي تتمسك بأن يكون أي اتفاق شاملًا ويحقق جميع مطالبها.

*العقبات الرئيسية*


حماس، التي طالبت بصفقة "الكل مقابل الكل"، أي الإفراج عن جميع الرهائن مقابل إنهاء كامل للعمليات العسكرية، تقف في مواجهة ضغوط مكثفة من الأطراف الدولية، رفض إسرائيل للانسحاب الكامل من غزة يعد أكبر العوائق أمام التوصل إلى اتفاق. 

ورغم هذه العقبات، تشير بعض التقارير إلى إمكانية وجود تفاهمات غير مباشرة قد تؤدي إلى تقدم محدود في الأسابيع القادمة، لكن يبقى الوضع هشًا في ظل استمرار العمليات العسكرية.

في المقابل، تسعى إسرائيل إلى كسب مزيد من الوقت لاستكمال عملياتها العسكرية في غزة، وقد صرح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن أي وقف لإطلاق النار لن يكون فعالًا دون ضمان القضاء التام على حماس، هذا التصريح يعكس الرغبة الإسرائيلية في فرض شروطها كاملة، ما يعرقل جهود الوسطاء الدوليين.

*الدور الأمريكي*


الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في المحادثات الجارية، حيث أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إلى أن المفاوضات تسير ببطء لكنها تحقق بعض التقدم. 

ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية تتوقع أن تكون المفاوضات أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت، خاصة إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية بنفس الوتيرة.

من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن الدور الدولي، وبالأخص الأمريكي، في هذه المفاوضات يكتسب أهمية كبرى، مضيفًا، أن الولايات المتحدة، التي تقف حاليًا في موقع حساس، تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين دعم حليفتها إسرائيل وضمان عدم انهيار الوضع الإنساني في غزة.

وأضاف المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن الضغوط الدولية التي تمارسها مصر وقطر تهدف إلى إقناع الجانبين بقبول حلول مرحلية قد تكون مجرد خطوات مؤقتة في طريق طويل.

 إلا أن أستاذ العلوم السياسية، يشير إلى أن ضعف الدور الأممي في هذه المرحلة يزيد من تعقيد الوضع، حيث إن غياب موقف حازم من الأمم المتحدة يجعل التفاهمات الثنائية بين الأطراف المحلية والدولية أكثر هشاشة، ويضيف أن الحل الشامل للأزمة يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن، إذ أن المصالح الإقليمية والدولية تتشابك بشكل كبير في هذا النزاع.