إسرائيل تُصعّد في غزة: خطة لاحتلال المدينة وحصار شامل يُلوح في الأفق

إسرائيل تُصعّد في غزة: خطة لاحتلال المدينة وحصار شامل يُلوح في الأفق

إسرائيل تُصعّد في غزة: خطة لاحتلال المدينة وحصار شامل يُلوح في الأفق
حرب غزة

بينما يستمر النزيف الإنساني في غزة بلا توقف، صادقت إسرائيل على خطة عسكرية جديدة تستهدف قلب المدينة، في خطوة تُنذر بمرحلة أشد قسوة من الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. ويأتي هذا التصعيد رغم موافقة حركة «حماس» على مقترح وساطة لوقف إطلاق النار، في مؤشر على أن حكومة بنيامين نتنياهو تراهن على الحسم العسكري لا على الحلول السياسية.

خطة «عربات جدعون 2»

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس المصادقة على خطة تفصيلية لاحتلال مدينة غزة، بالتوازي مع تصعيد عسكري غير مسبوق على أطراف المدينة الجنوبية والشمالية.

وتقوم الخطة على إخلاء الشمال بالكامل وعزل غزة عن باقي مناطق القطاع، عبر حصار من الجهات الجنوبية والشمالية والشرقية، مع ترك منفذ شارع الرشيد الساحلي مفتوحاً لإجبار المدنيين على النزوح.

إسرائيل استدعت أكثر من 60 ألف جندي احتياط، ودفعت بخمس إلى ست فرق عسكرية مدعومة بسلاح الجو، وسط تقديرات بأن العملية ستستمر ما بين أربعة وستة أشهر، مع تكاليف بشرية واقتصادية باهظة.

موجة جديدة من الضحايا

الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل ومخيمات نازحين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 فلسطينيًا منذ فجر الأربعاء وحتى ساعات الظهيرة، بينهم 10 قضوا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية.


وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى أكثر من 62 ألفاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 156 ألفًا. المجاعة وسوء التغذية تواصلان حصد الأرواح، حيث أودت خلال يوم واحد بثلاثة أشخاص، بينهم أطفال.

عملية مباغتة لـ«القسام»

في المقابل، أعلنت «كتائب القسام» تنفيذ عملية نوعية جنوب شرقي خان يونس، شملت تفجيرًا انتحاريًا واستهداف دبابات «ميركفاه 4» واشتباكات من مسافة صفر داخل منازل يتحصن بها الجنود.
العملية أدت، بحسب الكتائب، إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود، فيما أقر الإعلام العبري بوقوع خسائر ووصف الهجوم بأنه «منظم» ويهدف لاختطاف جنود.

أبعاد الخطة الإسرائيلية

المحلل السياسي الفلسطيني منصور بتكريم اعتبر أن الخطة الإسرائيلية تمثل «مرحلة خطيرة تهدف لتغيير ديموغرافي قسري عبر دفع السكان للنزوح وتحويل غزة إلى منطقة منكوبة غير قابلة للحياة».

وأضاف في تصريحات للعرب مباشر أن «التصعيد المتزامن مع قبول حماس بمقترح وقف إطلاق النار يكشف رفض إسرائيل لأي تسوية سياسية، ويؤكد أن حكومة نتنياهو تراهن على الوقت والمجازر لفرض وقائع جديدة على الأرض».


ويرى بتكريم أن «الحسم العسكري ليس مضموناً، فالمقاومة ما زالت قادرة على إرباك الجيش بعمليات نوعية، ما يجعل معركة احتلال غزة طويلة الأمد ومكلفة لإسرائيل عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا».