محلل: داعش يعيد رسم نفوذه في إفريقيا مستغلاً الفوضى.. واللامركزية أصبحت سلاحه الجديد

محلل: داعش يعيد رسم نفوذه في إفريقيا مستغلاً الفوضى.. واللامركزية أصبحت سلاحه الجديد

محلل: داعش يعيد رسم نفوذه في إفريقيا مستغلاً الفوضى.. واللامركزية أصبحت سلاحه الجديد
تنظيم داعش الإرهابي

تشهد القارة الإفريقية تحولات مقلقة في خارطة تمدد تنظيم "داعش"، وسط تصاعد نشاطه في عدد من المناطق الهشة أمنيًا، وعلى رأسها منطقة الساحل والقرن الإفريقي ووسط القارة.

ووفق تقارير أمنية وإعلامية، يعمل التنظيم على إعادة تمركز قواته، مستفيدًا من ضعف الحكومات المركزية، وتصاعد النزاعات العرقية والدينية، إلى جانب تراجع الاهتمام الدولي بملف مكافحة الإرهاب في إفريقيا، بعد تركيز الجهود على أزمات أخرى مثل أوكرانيا والشرق الأوسط.

وتشير مصادر  أن التنظيم بات يعتمد على استراتيجية "اللامركزية" عبر دعم ولاياته المحلية في دول مثل: مالي، بوركينا فاسو، نيجيريا، وموزمبيق، وتنشيط شبكاته الدعوية والتجنيدية في مناطق مهمشة، مستغلاً الانقسامات العرقية والاقتصادية لتوسيع نفوذه.

ويرى مراقبون أن هدف "داعش" ليس فقط السيطرة الميدانية، بل ترسيخ حضوره كبديل للحكومات الضعيفة، عبر توفير "الأمن والخدمات" في بعض القرى التي انسحبت منها الجيوش الوطنية، مما يثير مخاوف من تحوّل أجزاء من إفريقيا إلى حواضن دائمة للتنظيم.

ويُعد توسع "داعش" في إفريقيا تهديدًا متناميًا للسلم الإقليمي والدولي، ويطرح تساؤلات حول مدى جاهزية المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر المتصاعد.

حذّر المحلل المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إبراهيم ربيع، من أن تنظيم "داعش" بات يتّبع خطة مدروسة لإعادة رسم خارطة نفوذه في إفريقيا، مستغلاً هشاشة الأنظمة السياسية وضعف الحكومات المركزية في عدد من الدول، لا سيما في منطقة الساحل ووسط القارة.

وأوضح ربيع -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن التنظيم يعتمد الآن على استراتيجية "اللامركزية"، ما يعني منحه صلاحيات أوسع لفروعه المحلية مثل: "ولاية غرب إفريقيا" و"ولاية موزمبيق"، في إدارة عملياتهم بشكل مستقل، بما يشمل التجنيد، التمويل، والهجمات. 

ولفت أن هذا النهج يمنحه مرونة أكبر في التحرك والانتشار، دون الحاجة للرجوع إلى القيادة المركزية.

وأضاف المحلل: أن خطر "داعش" لم يعد يقتصر على تنفيذ الهجمات، بل يمتد إلى تقديم نفسه كبديل للحكومات الغائبة، من خلال توفير بعض مظاهر "الأمن والخدمات" في مناطق انسحبت منها الدولة، محذرًا من تحوّل أجزاء واسعة من إفريقيا إلى بيئة حاضنة للتطرف، ما لم تتحرك القوى الإقليمية والدولية لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة هذا التمدد.