لم يكن يتخيل نجوم البث المباشر على “تيك توك” أن شهرتهم التي صنعت لهم حياة الرفاهية ستنقلب في لحظة إلى تحقيقات أمنية واتهامات خطيرة. ففي غضون أيام قليلة، انتقل البلوجر المصري المعروف بـ”مداهم” ومشهورات مواقع التواصل، سوزي الأردنية وعليا قمرون، من صدارة قوائم المشاهدات إلى قاعات التحقيق، بعد بثهم محتوى اعتبرته السلطات “خادشًا للحياء ومخالفًا للقيم العامة”.

من هو مداهم؟

محمد خالد، المعروف باسم “مداهم”، يُعد من أبرز صناع المحتوى على “تيك توك”، حيث يتابعه أكثر من مليوني شخص. ينحدر من قرية العوامية بمحافظة سوهاج، لكنه نشأ في منطقة باسوس بالقليوبية، قبل أن ينتقل مؤخرًا إلى حي شيراتون بالقاهرة.

بدأ مشواره عبر بث مباشر لألعاب الفيديو، خاصة لعبة “ببجي”، وكان عدد مشاهديه لا يتجاوز بضع مئات، قبل أن تتحول حساباته إلى واحدة من أشهر المنصات الترفيهية على “تيك توك”.

صعود سريع

مع مرور الوقت، حصد مداهم ملايين المشاهدات خلال لايفات يومية مليئة بالجدل، وجذب نجومًا ومؤثرين من دول عربية، بينهم سوزي الأردنية وعليا قمرون، التي عرفت بلقب “عليا مناديل”.

تزامن هذا النجاح مع تحقيق أرباح ضخمة من الهدايا الافتراضية والمشاهدات، لينتقل هؤلاء من حياة بسيطة إلى امتلاك سيارات فارهة والسفر في رحلات فخمة.

تحركات وزارة الداخلية المصرية

وزارة الداخلية المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة. وأكدت - في بيان رسمي-، أن الأجهزة الأمنية ترصد الحسابات التي تبث محتوى مخالفًا للقيم المجتمعية، وتلاحق كل من يروج لمحتوى “مبتذل” عبر المنصات الرقمية.

وبالفعل، أُلقي القبض على مداهم بعد نشره مقاطع اعتبرت “خادشة للحياء”، فيما استُدعيت سوزي الأردنية وعليا قمرون للتحقيق على خلفية مشاركتهما في هذه البثوث المثيرة للجدل.

التهم الموجهة

وُجهت إلى مداهم وسوزي الأردنية وعليا قمرون عدة اتهامات خطيرة، أبرزها: نشر محتوى خادش للحياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتحريض على الفسق والفجور، ومخالفة القيم الأسرية والأعراف المجتمعية، بالإضافة إلى استغلال المنصات الرقمية لتحقيق أرباح غير مشروعة بطرق مخالفة للقانون.

ردود افعال متباينه 

القضية أثارت جدلاً واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل، إذ طالب البعض بتغليظ العقوبات للحد من “المحتوى الهابط”، بينما اعتبر آخرون أن ما حدث يعد درسًا صارمًا لكل من يسعى وراء الشهرة السريعة بأي ثمن.

العقوبات القانونية

وفقًا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر، يواجه المتهمون عقوبات تصل إلى:

 • السجن من 6 أشهر حتى 3 سنوات.
 • غرامة مالية تتراوح بين 50 ألفًا و300 ألف جنيه.

القضية سلطت الضوء على ظاهرة لايفات "تيك توك" التي انتشرت مؤخرًا بشكل لافت، حيث يسعى صناع المحتوى وراء التريند والربح المادي، حتى لو كان ذلك على حساب القيم الأخلاقية.

من قمة الشهرة إلى السقوط المدوي، هكذا انتهت رحلة مداهم وسوزي الأردنية وعليا قمرون، في قصة تطرح تساؤلات عن دور المنصات الاجتماعية، ومسؤولية المؤثرين، وحدود حرية التعبير في مواجهة القيم المجتمعية.