فشل أم خيانة.. لماذا تقيل إيران قيادتها في الحرس الثوري؟

أقالت إيران قيادتها في الحرس الثوري

فشل أم خيانة.. لماذا تقيل إيران قيادتها في الحرس الثوري؟
خامنئي

أعلنت السلطات الإيرانية مؤخرًا، عن إقالة حسين طائب، رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، الذي اشتهر بأنه قائد حماية المرشد الإيراني علي خامنئي، وتعيين القائد العام للحرس العميد محمد كاظمي رئيسا لاستخبارات الحرس خلفا له، وأعلن المتحدث باسم قوات الحرس العميد رمضان شريف نبأ تعيين كاظمي، قائلاً: "كان كاظمي مسؤولًا عن رئيس منظمة حماية المعلومات في الحرس لسنوات عديدة، وتم تعيين حسين طائب مستشارا لقائد الحرس".

الإطاحة بـ طائب

بحسب خبراء في الشأن الإيراني، فإن الإطاحة بحسين طائب من رئاسة جهاز استخبارات الحرس الإيراني لها صلة بعمليات القتل المشبوهة لقادة فيلق القدس للحرس والخبراء التابعين لصناعات النظام الإيراني النووية والعسكرية، مما أثار انقسامات كبيرة في قوات الحرس والأجهزة الاستخبارية والأمنية للنظام، وكان حسين طائب قائد قوة الباسيج القمعية سابقًا، وخلال فترة توليه رئاسة جهاز استخبارات الحرس، كان شخصية رئيسية في قمع الانتفاضات الشعبية والاحتجاجات ضد حكومة الملالي، واعتبر أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" أن إقالة كبار قادة جهاز الأمن والدفاع في نظام الملالي يظهر حالة الفوضى والانقسام على رأس النظام، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى انقسامات أعمق على رأس النظام.

اختراق أمني

وكان قرار القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني باستبدال رئيس جهاز الاستخبارات حسين طائب بلواء عسكري هو محمد كاظمي، أثار الكثير من الأسئلة حول سبب هذا القرار، بعدما قضى طائب 12 عامًا في هذا المنصب الحساس، واشتهر بكونه قائد حماية خامنئي، إلا أنه بعد أيام قليلة من التغيير المفاجئ، خرجت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري لتقول بأن التغييرات تأتي في إطار "إعادة ترتيب لعصر جديد وزيادة الإجراءات ضد إسرائيل والهجوم الاستخباري على العدو"، وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية: إن تعيين رجل الدين محمد الكاظمي خلفا لطائب، يعني أن إيران "يمكن أن تتخذ خطوات في موقعها الجديد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل"، مضيفة أن تعيين طائب مستشارا للقائد العام للحرس الثوري "وهو أحد المناصب الشرفية في إيران، تعبيرًا عن احترام الشخص المفصول من منصبه"، ومحاولة لوأد الأحاديث حول تصفية النظام الإيراني لقادته السابقين بسبب الاختراق الأمني للأجهزة الإيرانية بواسطة إسرائيل، بينما كشفت صحيفة "جوان" زيف هذه الادعاءات، مؤكدة أن هذه التغييرات هي "المرحلة الأولى لحدث كبير".

إخفاقات متتالية

وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تكشف عن طبيعة ذلك "الحدث الكبير"، إلا أنه يبدو واضحا أن التغييرات في الحرس الثوري تعود لتقييم أداء طائب خلال السنوات الأخيرة، ومن ضمنها تزايد وتيرة الاغتيالات بحق عناصر من الحرس الثوري، كذلك أشارت بعض التقديرات إلى أن إعفاء طائب من منصبه يأتي على خلفية إخفاقات متتالية في تنفيذ مهام خارجية، ومنها مخطط لخطف أو اغتيال إسرائيليين في تركيا، خصوصا وأن قرار الإقالة يتزامن مع إعلان تركيا تفكيك خلية إيرانية من 8 عناصر، بينهم إيرانيون كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد رعايا إسرائيليين في إسطنبول.

أصوات طالبت بإقالته

وقبل أيام قليلة من قرار إعفاء حسين طائب، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية عن ارتفاع أصوات داخل الحرس الثوري، تنادي بإقالة الرجل بعد 12 عاما في المنصب، بسبب الفشل في تنفيذ عمليات ضد رعايا أتراك في تركيا، ووفقًا لموقع "إيران إنترناشيونال"، قالت مصادر  إيرانية إن "الهزائم المتتالية للحرس الثوري في تنفيذ مهام إرهابية في الخارج، كثفت الأصوات المطالبة بإقالة طائب".